responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 151


فحرم اللَّه - تعالى - على قائل ذلك - فيما ذكر لنا - دخولها حتى هلكوا في التيه وابتلاهم بالتيهان في الأرض أربعين سنة . ثم أهبط ذريتهم الشام ، فأسكنهم الأرض المقدسة ، وجعل هلاك الجبابرة على أيديهم مع « يوشع بن نون » بعد وفاة موسى بن عمران . فرأينا أن اللَّه - تعالى - قد أخبر عنهم أنه كتب لهم الأرض المقدسة ، ولم يخبرنا عنهم أنه ردهم إلى مصر بعد إخراجه إياهم منها ، فيجوز لنا أن نقرأ اهبطوا مصر ونتأوله أنه ردهم إليها . قالوا : فإن احتج محتج بقوله تعالى : فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وعُيُونٍ . وكُنُوزٍ ومَقامٍ كَرِيمٍ . كَذلِكَ وأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ ؟ قيل لهم : فإن اللَّه - تعالى - إنما أورثهم ذلك فملكهم إياها . ولم يردهم إليها وجعل مساكنهم الشام « أه « 1 » .
قال أبو حيان في البحر : ( ولم يصرح أحد من المفسرين والمؤرخين أنهم هبطوا من التيه إلى مصر ) أه « 2 » .
ومع أن ابن جرير - رحمه اللَّه - قد رد على من قال ، إن المراد بالمصر مصر فرعون : استنادا إلى قراءة غير الجمهور ، إلا أنه لم يرجح أحد الرأيين فقد قال : ( والذي نقول به في ذلك ، أنه لا دلالة في كتاب اللَّه - تعالى - على الصواب من هذين التأويلين ، ولا خبر به عن الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقطع مجيئه العذر ، وأهل التأويل متنازعون تأويله ، فأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال : إن موسى سأل ربه أن يعطى قومه ما سألوه من نبات الأرض على ما بينه اللَّه - تعالى - في كتابه وهم في الأرض تائهون فاستجاب اللَّه لموسى دعاءه وأمره أن يهبط بمن معه من قومه قرارا من الأرض التي تنبت ما سأل لهم من ذلك ، إذا صاروا إليه ، وجائز أن يكون ذلك القرار مصر ، وجائز أن يكون الشام . . . » « 3 » .
ومن هذا النص الذي نقلناه عن ابن جرير ، نرى أنه لم يقطع برأى في المكان الذي أمر بنو إسرائيل بالهبوط فيه وأنه يرى أن اللَّه - تعالى - قد استجاب لموسى - عليه السلام - دعاءه ، وأن موسى وقومه قد هبطوا - فعلا - إلى قرار من الأرض التي تنبت البقول وأشباهها .
وقد عارض الإمام ابن كثير في تفسيره رأى ابن جرير فقال :
وهذا الذي قاله - أى ابن جرير - فيه نظر ، والحق أن المراد مصر من الأمصار ، كما روى عن ابن عباس وغيره والمعنى على ذلك ، لأن موسى - عليه السلام - يقول لهم : هذا الذي سألتم ليس بأمر عزيز ، بل هو كثير في أى بلد دخلتموها وجدتموه ، فليس يساوى مع دناءته


( 1 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 314 . ( 2 ) تفسير البحر المحيط لأبى حيان ج 1 ص 234 . ( 3 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 313 .

151

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست