responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 149


وقولهم : * ( يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وقِثَّائِها وفُومِها وعَدَسِها وبَصَلِها ) * هو مضمون ما طلبوه من موسى - عليه السلام - وهو في معنى مقول قول محذوف والتقدير : أى قل لربك يخرج لنا .
وجاء التعبير بالفعل * ( يُخْرِجْ ) * مجزوما - مع أن مقتضى الظاهر أن يقال : « أن يخرج - للإيماء إلى أنهم واثقون بأنه إن دعا ربه أجابه ، حتى لكأن إخراج ما تنبت الأرض متوقف على مجرد دعاء موسى ربه ، وأنه لو لم يدع لهم ، لكان شحيحا عليهم بما فيه نفعهم « 1 » .
والجملة الكريمة : * ( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ) * من مقول موسى - عليه السلام - لهم ، وفيها توبيخ شديد لهم على سوء اختيارهم ، وضعف عقولهم . لإيثارهم الأدنى وهو البقل وما عطف عليه ، على ما هو خير منه وهو المن والسلوى .
قال ابن جرير عند تفسيره للآية الكريمة : « أى قال لهم موسى : أتاخذون الذي هو أخس خطرا وقيمة وقدرا من العيش ، بدلا بالذي هو خير منه خطرا وقيمة وقدرا ، وذلك كان استبدالهم ، وأصل الاستبدال : هو ترك شيء لآخر غيره مكان المتروك ، ومعنى قوله : * ( أَدْنى ) * أخس واضع وأصغر قدرا وخطرا ، وأصله من قولهم : هذا رجل دنى بين الدناءة ، وإنه ليدنى في الأمور - بغير همز - إذا كان يتتبع خسيسها . ثم قال : ولا شك أن من استبدل بالمن والسلوى :
البقول والقثاء والعدس والبصل والثوم ، فقد استبدل الوضيع من العيش بالرفيع منه » « 2 » .
ثم أضاف موسى - عليه السلام - إلى توبيخهم السابق على بطرهم وجحودهم توبيخا آخر فقال لهم : * ( اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ ) * أى إذا كان هذا هو مرغوبكم ، فاتركوا هذا المكان ، وانزلوا إلى مصر من الأمصار ، لكي تجدوا ما سألتمونى إياه من البقل والثوم وأشباههما ، لأن ما اخترتموه لا يوجد في المكان الذي حللتم به ، وإنما يوجد في الأمصار والقرى .
وقوله تعالى : * ( مِصْراً ) * .
قال ابن كثير : « هكذا هو منون مصروف مكتوب بالألف في المصاحف الأثمة العثمانية وهو قراءة الجمهور بالصرف » « 3 » .
وقال ابن جرير : « فأما القراءة فإنها بالألف والتنوين * ( اهْبِطُوا مِصْراً ) * وهي القراءة التي


( 1 ) تفسير « التحرير والتنوير » ج 1 ص 500 الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور طبعة عيسى البابى الحلبي سنة 1964 . ( 2 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 312 . ( 3 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 101 .

149

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست