responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 99


ولأن الأصل في المستثنى أن يكون داخلا تحت اسم المستثنى منه حتى يقوم دليل على أنه خارج عنه . وقد اختار هذا الرأى ابن عباس ، وابن مسعود وجمهور المفسرين .
وقيل إنه ليس منهم لقوله - تعالى - إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ ، فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّه ، فهو أصل الجن ، كما أن آدم أصل الإنس ، ولأنه خلق من نار ، والملائكة خلقوا من نور ، ولأن له ذرية ولا ذرية للملائكة . وقد اختار هذا القول الحسن وقتادة وغيرهما .
وقد حاول ابن القيم أن يجمع بين الرأيين فقال : والصواب التفصيل في هذه المسألة ، وأن القولين في الحقيقة قول واحد ، فإن إبليس كان مع الملائكة بصورته وليس منهم بمادته وأصله .
كان من نار وأصل الملائكة من نور ، فالنافي كونه من الملائكة . والمثبت لم يتواردا على محل واحد « 1 » .
ولما كان استثناء إبليس من الساجدين لا يدل على أنه ترك السجود عصيانا ، إذ قد يكون تركه لعذر ، دل بقول : * ( أَبى واسْتَكْبَرَ ) * على أنه امتنع من السجود أنفة ، وتعاظما ، وأردف هذا التعاظم والغرور باعتراضه على اللَّه - تعالى - في تفضيل آدم ، فصار بذلك في فريق الكافرين ، ولذا ختمت الآية بقوله - تعالى - : * ( وكانَ مِنَ الْكافِرِينَ ) * أى : صار بسبب عصيانه واستكباره من الكافرين باللَّه ، الجاحدين لنعمه ، البعيدين عن رحمته ورضوانه .
وقوله - تعالى - * ( وقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) * معطوف على قوله * ( ( وإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ . . . ) * إلخ أي : بعد أن أمرنا الملائكة بالسجود لآدم ، قلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ، فهذه تكرمة أكرمه اللَّه بها بعد أن أكرمه بكرامة الإجلال من تلقاء الملائكة .
وقوله : * ( اسْكُنْ ) * أمر من السكنى بمعنى اتخاذ المسكن على وجه الاستقرار .
والزوج : يطلق على الرجل والمرأة والمراد به هنا حواء ، حيث تقول العرب للمرأة زوج ، ولا تكاد تقول زوجة .
والجنة : هي كل بستان ذي شجر متكاثف ، ملتف الأغصان ، يظلل ما تحته ويستره ، من الجن ، وهو ستر الشيء عن الحاسة .
وجمهور أهل السنة على أن المراد بها هنا دار الثواب . التي أعدها اللَّه للمؤمنين يوم القيامة ، لأن هذا هو المتبادر إلى الذهن عند الإطلاق .
ويرى جمهور علماء المعتزلة أن المراد بها هنا بستان بمكان مرتفع من الأرض ، خلقه اللَّه


( 1 ) تفسير القاسمى ج 2 ص 104 .

99

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست