responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 100


لإسكان آدم وزوجه ، واختلفوا في مكانه ، فقيل بفلسطين . وقيل بغيرها .
وقد ساق الإمام ابن القيم في كتابه ( حادي الأرواح ) أدلة الفريقين دون أن يرجح شيئا منها .
والأحوط والأسلم : الكف عن تعيينها وعن القطع به ، وإليه ذهب أبو حنيفة وأبو منصور الماتريدى في التأويلات ، إذ ليس لهذه المسألة تأثير في العقيدة .
والمخاطب بالأمر ، بسكنى الجنة آدم وحواء ، ولكن الأسلوب جاء في صيغة الخطاب لآدم وعطفت عليه زوجه ، لأنه هو المقصود بالأمر وزوجه تبع له .
ثم بين - سبحانه - أنه قد أباح لهما أن يأكلا من ثمار الجنة أكلا واسعا فقال :
* ( وكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما ) * أى كلا من مطاعم الجنة وثمارها أكلا هنيئا أو واسعا في أى مكان من الجنة أردتم .
يقال : رغد عيش القوم أى : اتسع وطاب ، وأرغد القوم ، أى : أخصبوا وصاروا في رزق واسع .
والضمير في قوله * ( مِنْها ) * يعود إلى الجنة ، والمراد بالأكل منها : الأكل من مطاعمها وثمارها ، لأن الجنة تستلزم ثمارا هي المقصودة بالأكل .
ثم بين - سبحانه - أنه نهاهم عن الأكل من شجرة معينة فقال : * ( ولا تَقْرَبا هذِه الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ) * .
القرب : الدنو ، والمنهي عنه هو الأكل من ثمار الشجرة ، وتعليق النهى بالقرب منها إذ قال * ( ولا تَقْرَبا ) * القصد منه المبالغة في النهى عن الأكل ، إذ في النهى عن القرب من الشيء قطع لوسيلة التلبس به ، كما قال تعالى : ولا تَقْرَبُوا الزِّنى فنهى عن القرب من الزنا ليقطع الوسيلة إلى ارتكابه وهي القرب منه . وأكد النبي بأن جعل عدم اجتناب الأكل من الشجرة ظلما فقال :
* ( فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ) * وقد ظلما أنفسهما إذ أكلا منها ، فقد ترتب على أكلهما منها أن أخرجا من الجنة التي كانا يعيشان فيها عيشة راضية .
وقد تكلم العلماء كثيرا عن اسم هذه الشجرة ونوعها فقيل هي التينة ، وقيل : هي السنبلة ، وقيل هي الكرم . . إلخ . إلا أن القرآن لم يذكر نوعها على عادته في عدم التعرض لذكر ما لم يدع المقصود من سوق القصة إلى بيانه .
وقد أحسن الإمام ابن جرير في التعبير عن هذا المعنى فقال : « والصواب في ذلك أن يقال :
إن اللَّه - تعالى - نهى آدم وزوجه عن الأكل من شجرة بعينها من أشجار الجنة دون سائر أشجارها فأكلا منها ، ولا علم عندنا بأى شجرة كانت على التعيين ، لأن اللَّه لم يضع لعباده دليلا

100

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست