responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 532


المراضع أجرهن بالطريقة التي يقرها الشرع ، وتستحسنها العقول السليمة ، والأخلاق القويمة .
واسترضع - كما يقول الزمخشري - منقول من أرضع . يقال : أرضعت المرأة الصبى ، واسترضعتها الصبى فهي متعدية إلى مفعولين ، والمعنى : أن تسترضعوا المراضع أولادكم .
فحذف أحد المفعولين للاستغناء عنه .
وقوله * ( ما آتَيْتُمْ ) * حذف مفعولاه أى آتيتموهن إياه . و * ( بِالْمَعْرُوفِ ) * متعلق بسلمتم أى بالقول الجميل ، وبالوجه المتعارف المستحسن شرعا . ويجوز أن يتعلق بآتيتم . وأن يكون حالا من فاعل سلمتم أو آتيتم والعامل فيه محذوف أى متلبسين بالمعروف .
ثم ختم - سبحانه - الآية بقوله : * ( واتَّقُوا اللَّه واعْلَمُوا أَنَّ اللَّه بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) * .
أى : اتقوا اللَّه في كل شئونكم والتزموا ما بينه لكم من أحكام ، واعلموا أن اللَّه - تعالى - لا تخفى عليه أعمالكم ، فهو محصيها عليكم ، وسيجزى المحسن إحسانا والمسيء سوءا .
ثم بين - سبحانه - عدة المرأة إذا توفى عنها زوجها ، وما يجب عليها من آداب فقال - تعالى - .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 234 ] والَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ويَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وعَشْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ واللَّه بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( 234 ) وقوله : * ( يُتَوَفَّوْنَ ) * - بالبناء للمجهول - أى تقبض أرواحهم فإن التوفي هو القبض .
يقال : توفيت مالي من فلان واستوفيته منه أى قبضته وأخذته . قال - تعالى - : اللَّه يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها أى يقبض الأنفس ويأخذها إليه بالموت حين انتهاء آجالها .
والمعنى : والذين يتوفاهم اللَّه - تعالى - منكم - أيها المسلمون - ويتركون من خلفهم أزواجا . فعلى هؤلاء الأزواج اللائي ارتبطن برجالهم ارتباطا قويا متينا ثم فرق الموت بينهم وبينهن ، عليهن أن * ( يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وعَشْراً ) * أى : عليهن أن ينتظرن انقضاء عدتهن فيحبسن أنفسهن عن الزواج وعن التزين وعن التعرض للخطاب مدة أربعة أشهر وعشر ليال ، وفاء لحق الزوج المتوفى ، واستبراء للرحم .

532

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 532
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست