نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 323
فمنهم من يرى أنه من أركان الحج كالإحرام والطواف والوقوف بعرفة . وإلى هذا الرأى ذهب الشافعى وأحمد بن حنبل ومالك في أشهر الروايتين عنه ومن حججهم أنه من أفعال الحج ، وأن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قد اهتم به وبادر إليه ، فقد روى الشيخان عن عمرو بن دينار قال : سألنا ابن عمر عن رجل طاف بالبيت العمرة ، ولم يطف بين الصفا والمروة أيأتي امرأته ؟ فقال : قدم النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فطاف بالبيت سبعا وصلَّى خلف المقام ركعتين ، وطاف بين الصفا والمروة . وقد كان لكم في رسول اللَّه أسوة حسنة « . ومنهم من يرى أنه واجب يجبر بالدم ، وإلى هذا الرأى ذهب الحنفية ومن حججهم أنه لم يثبت بدليل قطعى فلا يكون ركنا . ومنهم من يرى غير ذلك كما هو موضح في كتب الفقه . ثم حض - سبحانه - على إظهار الحق وبيانه ، وتوعد بالعقاب الشديد من يعمل على إخفائه وكتمانه . فقال - تعالى : [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 159 الى 162 ] إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ والْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاه لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّه ويَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ( 159 ) إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وأَصْلَحُوا وبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 160 ) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وماتُوا وهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّه والْمَلائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ ( 161 ) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ ولا هُمْ يُنْظَرُونَ ( 162 ) قال الآلوسى : أخرج جماعة عن ابن عباس قال : سأل معاذ بن جبل ، وسعد بن معاذ ، وخارجه بن زيد نفرا من أحبار يهود عما في التوراة من صفات النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ومن بعض الأحكام فكتموا ، فأنزل اللَّه - تعالى - فيهم هذه الآية * ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ) * . . . إلخ « 1 » .
( 1 ) تفسير الآلوسى ج 2 ص 26 .
323
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 323