responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 322


و * ( تَطَوَّعَ ) * من التطوع وهو فعل الطاعة فريضة كانت أو نافلة ، وقيل هو التطوع بالنفل خاصة .
و * ( شاكِرٌ ) * من الشكر ، والشاكر في اللغة هو المظهر للإنعام عليه ، وذلك محال في حق اللَّه - تعالى - ، إذ هو المنعم على خلقه ، فوجب حمل شكر اللَّه لعباده على معنى مجازاتهم على ما يعملون من خيرات ، وإثابتهم على ذلك بالثواب الجزيل .
قال الإمام الرازي : وإنما سمى - سبحانه - المجازاة على الطاعة شكرا لوجوه :
الأول : أن اللفظ خرج مخرج التلطف مع العباد مبالغة في الإحسان إليهم ، كما في قوله - تعالى - : مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّه قَرْضاً حَسَناً وهو - سبحانه - لا يستقرض من عوز ، ولكنه تلطف في الاستدعاء كأنه قيل : من ذا الذي يعمل عمل المقرض . بأن يقدم فيأخذ أضعاف ما قدم .
الثاني : أن الشكر لما كان مقابلا للإنعام أو الجزاء عليه ، سمى كل ما كان جزاء شكرا على سبيل التشبيه .
الثالث : كأنه يقول : أنا وإن كنت غنيا عن طاعتك ، إلا أنى أجعل لها من الموقع بحيث لو صح على أن أنتفع بها لما ازداد وقعه على ما حصل .
وبالجملة فالمقصود أن طاعة العبد مقبولة عند اللَّه ، وواقعة موقع القبول في أقصى الدرجات « 1 » .
و * ( مِنْ ) * شرطية .
و * ( تَطَوَّعَ ) * فعل الشرط ، و * ( خَيْراً ) * منصوب على نزع الخافض ، وأصله بخير لأن تطوع يتعدى بالباء ولا يتعدى بنفسه ثم حذفت الباء في نظم الكلام نحو : تمرون الديار فلم تعوجوا .
أو هو منصوب على أنه نعت لمصدر محذوف أى : تطوعا خيرا ، وجملة * ( فَإِنَّ اللَّه شاكِرٌ عَلِيمٌ ) * دليل على جواب الشرط ، إذ التقدير ، ومن تطوع خيرا جوزي فإن اللَّه شاكر عليم .
والمعنى : ومن تطوع بالخيرات وأنواع الطاعات ، أو من أتى بالحج أو العمرة طاعة للَّه ، أو من أتى بهما مرة بعد مرة زيادة على المقروض أو الواجب عليه ، فاز بالثواب الجزيل ، والنعيم المقيم لأن من صفاته - سبحانه - مجازاة من يحسنون العمل ، وهو عليم بكل ما يصدر عن عباده ، ولن يضيع أجر من أحسن عملا .
هذا ، وقد اختلفت أقوال الفقهاء في حكم السعى بين الصفا والمروة .


( 1 ) تفسير الفخر الرازي ج 4 ص 182 طبعة عبد الرحمن محمد .

322

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست