نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 319
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي وردت في ثواب الاسترجاع وفي أجر الصابرين وفضلهم . ثم تحدث - سبحانه - عن شعيرة من شعائر الحج فقال : [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 158 ] إِنَّ الصَّفا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّه فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْه أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ومَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّه شاكِرٌ عَلِيمٌ ( 158 ) قال الآلوسى : بعد أن أشار - سبحانه - فيما تقدم إلى الجهاد عقب ذلك ببيان معالم الحج ، فكأنه جمع بين الحج والغزو ، وفيهما شق الأنفس وتلف الأموال . وقيل لما ذكر الصبر عقبه ببحث الحج لما فيه من الأمور المحتاجة إليه » « 1 » . و * ( الصَّفا ) * في اللغة : الحجر الأملس ، مأخوذ من صفا يصفوا إذا خلص ، واحده صفاة فهو مثل حصى وحصاة ونوى ونواة . و * ( الْمَرْوَةَ ) * في أصل اللغة : الحجر الأبيض اللين ، وقيل : الحصاة الصغيرة . وهما - أى الصفا والمروة - قد جعلا علمين لجبلين معروفين بمكة كانا على بعد ما يقرب من ألف ذراع من المسجد الحرام . والألف واللام فيهما للتعريف لا للجنس . ومع توسعة المسجد الحرام صارا متصلين به . والشعائر جمع شعيرة ، من الإشعار بمعنى الإعلام ، ومنه قولك شعرت بكذا ، أى : علمت به . وكون الصفا والمروة من شعائر اللَّه ، أي : أعلام دينه ومتعبداته . تعبدنا اللَّه بالسعي بينهما في الحج والعمرة . وشعائر الحج : معالمه الظاهرة للحواس ، التي جعلها اللَّه أعلاما لطاعته ، ومواضع نسكه وعباداته ، كالمطاف والمسعى والموقف والمرمى والمنحر . وتطلق الشعائر على العبادات التي تعبدنا اللَّه بها في هذه المواضع ، لكونها علامات على الخضوع والطاعة والتسليم للَّه - تعالى - .
( 1 ) تفسير الآلوسى ج 2 ص 34 .
319
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 319