نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 318
وجاءت الرحمة مفردة على أصل المصادر وهو الإفراد ، والمقام في الآية يذهب بذهن السامع إلى كثرة الإنعام المترتب على الصبر الجميل . والجملة * ( أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ورَحْمَةٌ ) * استئنافية جواب عن سؤال تقديره : بما ذا بشر اللَّه الصابرين ؟ فكان الجواب : أولئك عليهم صلوات . . . إلخ . والمعنى : أولئك الصابرون المحتسبون الموصوفون بتلك الصفات الكريمة ، عليهم مغفرة عظيمة من خالقهم ، وإحسان منه - سبحانه - يشملهم في دنياهم وآخرتهم * ( وأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) * لطريق الصواب بالتسليم وقت صدمة المصيبة دون غيرهم ممن جزعوا عند صدمتها ، حتى صدر عنهم ما لم يأذن به اللَّه . هذا ، وفي فضل الصبر والصابرين وردت آيات كثيرة ، وأحاديث متعددة أما الآيات فيزيد عددها في القرآن على سبعين آية منها قوله - تعالى - : وجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وقوله ولَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ وقوله : أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وقوله : إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ إلى غير ذلك من الآيات . وأما الأحاديث فمنها ما جاء في صحيح مسلَّم عن أم سلمة قالت : سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول : ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا للَّه وإنا إليه راجعون . اللهم أجرنى في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أجره اللَّه في مصيبته وأخلف له خيرا منها . قالت : فلما توفى أبو سلمة قلت : من خير من أبى سلمة : صاحب رسول اللَّه ؟ ثم عزم اللَّه لي فقلتها : قالت : فتزوجني رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . ومنها ما رواه الإمام أحمد بسنده عن أبى سنان قال : دفنت ابنا لي . وإنى لفي القبر أخذ بيدي أبو طلحة « يعنى الخولاني » فأخرجنى وقال : ألا أبشرك ؟ قال قلت : بلى . قال : حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عوزب عن أبى موسى الأشعرى قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال اللَّه - تعالى - : يا ملك الموت ، قبضت ولد عبدى ، قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده ؟ قال : نعم . قال فماذا قال ؟ قال حمدك واسترجع . قال اللَّه - تعالى - : ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد . ومنها ما رواه الشيخان عن أبى سعيد وأبى هريرة عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : ما يصيب المسلَّم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر اللَّه بها من خطاياه .
318
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 318