نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 158
ثم بين - سبحانه - عاقبتهم فقال : * ( فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ) * . الأجر : الجزاء على العمل ، وسمى اللَّه ما يعطيه للمؤمن العامل أجرا على سبيل التفضل منه . وقال : * ( عِنْدَ رَبِّهِمْ ) * ليدل على عظم الثواب ، لأن ما يكون عند اللَّه من الجزاء على العمل لا يكون إلا عظيما ، ولأن المجازى لهم هو ربهم المنعوت بصفات الكرم والرحمة وسعة العطاء . والمعنى : إن هؤلاء الذين آمنوا باللَّه عن تصديق وإذعان ، وقدموا العمل الصالح الذي ينفعهم يوم لقائه ، هؤلاء لهم أجرهم العظيم عند ربهم ، ولا يفزعون من هول يوم القيامة كما يفزع الكافرون ، ولا يفوتهم نعيم ، فيحزنون عليه كما يحزن المقصرون . ثم واصل القرآن حديثه مع بنى إسرائيل ، فذكرهم بنعمة شمول اللَّه إياهم برحمته وفضله رغم توليهم عن طاعته ونقضهم لميثاقه فقال تعالى : [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 63 الى 64 ] وإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ واذْكُرُوا ما فِيه لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( 63 ) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّه عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُه لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ ( 64 ) قال ابن جرير : « وكان سبب أخذ الميثاق عليهم فيما ذكره ابن زيد ، ما حدثني به يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال ابن زيد : لما رجع موسى من عند ربه بالألواح قال لقومه بنى إسرائيل : إن هذه الألواح فيها كتاب اللَّه ، وأمره الذي أمركم به ونهيه الذي نهاكم عنه . فقالوا : ومن يأخذ بقولك أنت ، لا واللَّه حتى نرى اللَّه جهرة ، حتى يطلع اللَّه علينا فيقول : « هذا كتابي فخذه » فما له لا يكلمنا كما كلمك أنت يا موسى : قال فجاءت غضبة من اللَّه ، فجاءتهم صاعقة فصعقتهم فماتوا جميعا ، قال : ثم أحياهم اللَّه بعد موتهم فقال لهم موسى : خذوا كتاب اللَّه . فقالوا : لا . قال : أى شيء أصابكم ؟ قالوا : متنا جميعا ، ثم حيينا
158
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 158