responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 159


قال : خذوا كتاب اللَّه . قالوا : لا . فبعث اللَّه ملائكة فنتقت الجبل فوقهم ، فقيل لهم :
أتعرفون هذا ؟ قالوا نعم ، هذا الطور . قال : خذوا الكتاب وإلا طرحناه عليكم ، قال :
فأخذوا بالميثاق . قال : ولو كانوا أخذوه أول مرة لأخذوه بغير ميثاق » « 1 » .
ومعنى الآيتين الكريمتين : واذكروا - يا بنى إسرائيل - لتعتبروا وتنتفعوا وقت أن أخذنا عليكم جميعا العهد بأن تعبدوا اللَّه وحده ، وتتبعوا ما جاءكم به رسله ، وتعملوا بما في التوراة ، واذكروا كذلك وقت أن رفعنا فوق أسلافكم الطور تهديدا لهم بالعقوبة إذا لم يطيعوا أوامر اللَّه ، وليشهدوا آية من آيات اللَّه الدالة على قدرته ، وقلنا لكم جميعا . خذوا ما آتيناكم في كتابكم من تكاليف بجد وعزم واجتهاد ، واذكروا ما فيه وتدبروه وسيروا على هديه لتتقوا الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة ، ولكن الذي حصل منكم جميعا أنكم أعرضتم عن العمل بما أخذ عليكم ، فتركتم تعاليم كتابكم وآذيتم أنبياءكم ، ولو لا أن اللَّه - تعالى - رأف بكم ، ووفقكم للتوبة ، وعفا عن زلاتكم ، لكنتم من الهالكين في دنياكم وآخرتكم .
وقوله تعالى : * ( وإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ ) * تذكير لبنى إسرائيل بنعمة من أمثال النعم الواردة في الآيات السالفة ، لأن أخذ الميثاق عليهم ليعملوا بما في التوراة من الأمور العائد عليهم نفعها .
وقوله تعالى : * ( ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ) * أى : أعليناه ، وجعلناه فوق رؤسكم كالمظلة .
والطور : اسم للجبل الذي ناجى عليه موسى ربه - تعالى - كان بنو إسرائيل بأسفله فرفع فوق رؤسهم .
وقوله تعالى : * ( خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ ) * مقول لقول محذوف ، دل عليه المعنى ، والتقدير :
وقلنا لهم : خذوا ما آتيناكم بقوة ، أى : تمسكوا به ، واعملوا بما فيه يجد ونشاط ، وتقبلوه ، واجتنبوا نواهيه ، واعملوا ما جاء به بدون تردد .
والمراد « بما آتيناكم » التوراة التي أنزلها اللَّه تعالى على موسى لتكون هدى ونورا لهم . وقوله تعالى : * ( واذْكُرُوا ما فِيه ) * أى احفظوه وتدبروه وتدارسوه ، وامتثلوا أوامره ، واجتنبوا نواهيه ، واعملوا بكل ما جاء فيه بلا تعطيل لشيء منه .
قال الإمام القرطبي : « وهذا هو المقصود من الكتب ، العمل بمقتضاها لا تلاوتها باللسان - فحسب - ، فقد روى النسائي عن أبى سعيد الخدري - رضي اللَّه عنه - أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، قال : « إن من أشر الناس رجلا فاسقا يقرأ القرآن ، لا يرعوى إلى شيء منه » « 2 » .


( 1 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 324 . ( 2 ) تفسير القرطبي ج 1 ص 347 .

159

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست