responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 15


وعقل واع ، وإيمان ثابت » « 1 » .
قال القرطبي : وقد أجمع العلماء على أن التعوذ ليس من القرآن ولا آية منه ، وهو قول القارئ : أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم « 2 » .
والآن وبعد هذا التمهيد الموجز الذي تكلمنا فيه عن نزول سورة الفاتحة ، وعن عدد آياتها ، وعن أشهر أسمائها ، وعن بعض الأحاديث التي وردت في فضلها نحب أن نبدأ في تفسير السورة الكريمة فنقول - وباللَّه التوفيق - :
« بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » الاسم : اللفظ الذي يدل على ذات أو معنى . وقد اختلف النحويون في اشتقاقه على وجهين ، فقال البصريون : هو مشتق من السمو ، وهو العلو والرفعة ، فقيل : اسم ، لأن صاحبه بمنزلة المرتفع به .
وقال الكوفيون : إنه مشتق من السمة وهي العلامة ، لأن الاسم علامة لمن وضع له ، فأصل اسم على هذا « وسم » .
ويرى المحققون أن رأى البصريين أرجح ، لأنه يقال في تصغير « اسم » سمى ، وفي جمعه أسماء ، والتصغير والجمع يردان الأشياء إلى أصولها . ولو كان أصله وسم - كما قال الكوفيون - لقيل في جمعه : أوسام ، وفي تصغيره وسيم .
ولفظ الجلالة وهو « اللَّه » علم على ذات الخالق - عز وجل - تفرد به - سبحانه - ولا يطلق على غيره ، ولا يشاركه فيه أحد .
قال القرطبي : قوله « اللَّه » هذا الاسم أكبر أسمائه - سبحانه - وأجمعها حتى قال بعض العلماء : إنه اسم اللَّه الأعظم ولم يتسم به غيره ، ولذلك لم يثن ولم يجمع : فاللَّه اسم للموجود الحق الجامع لصفات الإلهية ، المنعوت بنعوت الربوبية ، المنفرد بالوجود الحقيقي ، لا إله إلا هو - سبحانه - « .
و * ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * صفتان مشتقتان من الرحمة . والرحمة في أصل اللغة : رقة في القلب تقتضي الإحسان ، وهذا المعنى لا يليق أن يكون وصفا للَّه - تعالى - ولذا فسرها بعض العلماء بإرادة الإحسان . وفسرها آخرون بالإحسان نفسه .


( 1 ) تفسير القرآن الكريم ص 16 لفضيلة الإمام الأكبر المرحوم محمود شلتوت . ( 2 ) تفسير القرطبي ج 1 ص 86 . ( 3 ) تفسير القرطبي ج 1 ص 102 .

15

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست