responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 14


* ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضَّالِّينَ ) * .
قال اللَّه : « هذا لعبدي ولعبدي ما سأل » « 1 » .
وأخرج الإمام أحمد في مسنده ، عن عبد اللَّه بن جابر ، أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال له : ألا أخبرك بأخير سورة في القرآن ؟ قلت : بلى يا رسول اللَّه . قال : اقرأ : * ( الْحَمْدُ لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ ) * حتى تختمها « 2 » .
تلك هي بعض الأحاديث التي وردت في فضل هذه السورة الكريمة .
وقد ذكر العلماء أنه يسن للمسلَّم قبل القراءة أن يستعيذ باللَّه من الشيطان الرجيم ، استجابة لقوله - تعالى - فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّه مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ « 3 » .
ومعنى « أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم » : ألتجئ إلى اللَّه وأتحصن به ، واستجير بجنابه من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياى .
قال ابن كثير : « والشيطان في لغة العرب كل متمرد من الجن والإنس والدواب وكل شيء .
وهو مشتق من شطن إذا بعد ، فهو بعيد بطبعه عن طباع الشر ، وبعيد بفسقه عن كل خير .
وقيل : مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار . والأول أصح إذ عليه يدل كلام العرب ، فهم :
يقولون تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشيطان ، ولو كان من شاط . لقالوا : تشيط ، فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح » « 4 » .
والرجيم : فعيل بمعنى مفعول أى أنه مرجوم مطرود من رحمة اللَّه ومن كل خير ، وقيل :
رجيم بمعنى راجم لأنه يرجم الناس بالوساوس والشكوك .
قال بعض العلماء : « وإنما خصت القراءة بطلب الاستعاذة مع أنه قد أمر بها على وجه العموم في جميع الشئون ، لأن القرآن مصدر الهداية والشيطان مصدر الضلال ، فهو يقف للإنسان بالمرصاد في هذا الشأن على وجه خاص ، فيثير أمامه ألوانا من الشكوك فيما يقرأ ، وفيما يفيد من قراءته ، وفيما يقصد بها ، فيفوت عليه الانتفاع بهدى اللَّه وآياته ، فعلمنا اللَّه أن نتقي ذلك كله بهذه الاستعاذة التي هي في الواقع عنوان صدق ، وتعبير حق ، عن امتلاء قلب المؤمن بمعنى اللجوء إلى اللَّه ، وقوة عزيمته في طرد الوساوس والشكوك ، واستقبال الهداية بقلب طاهر ،


( 1 ) أخرجه مسلَّم في كتاب الصلاة ج 2 ص 9 . ( 2 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 10 . ( 3 ) سورة النحل الآية 98 . ( 4 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 14 .

14

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست