responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 140


[ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 58 الى 59 ] وإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِه الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ( 58 ) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ ( 59 ) القرية : هي البلدة المشتملة على مساكن ، والمراد بها بيت المقدس على الراجح .
والرغد : الواسع من العيش الهنيء ، الذي لا يتعب صاحبه ، يقال : أرغد فلان : أصاب واسعا من العيش الهنيء .
الحطة : من حط بمعنى وضع ، وهي مصدر مراد به طلب حط الذنوب .
قال صاحب الكشاف : ( حطة ) فعلة من الحط كالجلسة . وهي خبر مبتدأ محذوف ، أى مسألتنا حطة ، والأصل فيها النصب بمعنى : حط عنا ذنوبنا حطة ، وإنما رفعت لتعطى معنى الثبات . . ) « 1 » .
والمعنى : اذكروا يا بنى إسرائيل - لتتعظوا وتعتبروا - وقت أن أمرنا أسلافكم بدخول بيت المقدس بعد خروجهم من التيه ، وأبحنا لهم أن يأكلوا من خيراتها أكلا هنيئا ذا سعة وقلنا لهم :
ادخلوا من بابها راكعين شكرا اللَّه على ما أنعم به عليكم من نعمة فتح الأرض المقدسة متوسلين إليه - سبحانه - بأن يحط عنكم ذنوبكم ، فإن فعلتم ذلك العمل اليسير وقلتم هذا القول القليل غفرنا لكم ذنوبكم وكفرنا عنكم سيئاتكم ، وزدنا المحسن منهم خيرا جزاء إحسانه ، ولكنهم جحدوا نعم اللَّه وخالفوا أوامره ، فبدلوا بالقول الذي أمرهم اللَّه به قولا آخر أتوا به من عند أنفسهم على وجه العناد والاستهزاء ، فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون .
قال الإمام ابن كثير - رحمه اللَّه - : ( وهذا كان لما خرجوا من التيه بعد أربعين سنة مع يوشع بن نون - عليه السلام - وفتحها اللَّه عليهم عشية جمعة ، وقد حسبت لهم الشمس يومئذ قليلا


( 1 ) تفسير الكشاف ج 1 ص 216 .

140

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست