responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 141


حتى أمكن الفتح ، ولما فتحوها أمروا أن يدخلوا الباب ( باب البلد ) سجدا أى شكرا للَّه تعالى على ما أنعم به عليهم من الفتح والنصر ورد بلدهم عليهم وإنقاذهم من التيه والضلال ) « 1 » .
وقوله تعالى : * ( فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً ) * فيه إشعار بكمال النعمة عليهم واتساعها وكثرتها . حيث أذن لهم في التمتع بثمرات القرية وأطعمتها من أى مكان شاؤا .
وقوله تعالى : * ( وادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وقُولُوا حِطَّةٌ ) * إرشاد لهم إلى ما يجب عليهم نحو خالقهم من الشكر والخضوع ، وتوجيههم إلى ما يعينهم على بلوغ غاياتهم . بأيسر الطرق وأسهل السبل ، فكل ما كلفوا به أن يدخلوا من باب المدينة التي فتحها اللَّه لهم خاضعين مخبتين وأن يضرعوا إليه بأن يحط عنهم آثامهم ، ويمحو سيئاتهم .
وقوله تعالى : * ( نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ ) * بيان للثمرة التي تترتب على طاعتهم وخضوعهم لخالقهم ، وإغراء لهم على الامتثال والشكر ، - لو كانوا يعقلون - لأن غاية ما يتمناه العقلاء غفران الذنوب .
قال الإمام ابن جرير : يعنى بقوله تعالى : * ( نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ ) * نتغمد لكم بالرحمة خطاياكم ، ونسترها عليكم ، فلا نفضحكم بالعقوبة عليها . وأصل الغفر : التغطية والستر ، فكل ساتر شيئا فهو غافر . . والخطايا : جمع خطية - بغير همز - كالمطايا جمع مطية . . « .
وقوله تعالى : * ( وسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ) * وعد بالزيادة من خيرى الدنيا والآخرة لمن أسلَّم للَّه وهو محسن ، أى : من كان منكم محسنا زيد في إحسانه ومن كان مخطئا نغفر له خطيئاته .
وقد أمرهم - سبحانه - أن يدخلوا باب المدينة التي فتحوها خاضعين وأن يلتمسوا منه مغفرة خطاياهم ، لأن تغلبهم على أعدائهم ، ودخولهم الأرض المقدسة التي كتبها اللَّه لهم ، نعمة من أجل النعم ، وهي تستدعى منهم أن يشكروا اللَّه عليها بالقول والفعل لكي يزيدهم من فضله ، فشأن الأخيار أن يقابلوا نعم اللَّه بالشكر .
ولهذا كان النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يظهر أقصى درجات الخضوع للَّه تعالى عند النصر والظفر وبلوغ المطلوب ، فعند ما تم له فتح مكة دخل إليها من الثنية العليا ، وإنه لخاضع لربه ، حتى إن رأسه الشريف ليكاد يمس عنق ناقته شكرا للَّه على نعمة الفتح ، وبعد دخوله مكة اغتسل وصلَّى ثماني ركعات سماها بعض الفقهاء صلاة الفتح .
ومن هنا استحب العلماء للفاتحين من المسلمين إذا فتحوا بلدة أن يصلوا فيها ثماني ركعات


( 1 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 98 . ( 2 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 202 .

141

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست