نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 121
إسرائيل - عليه السلام - الذي هو أصل عزهم ، ومنشأ تفضيلهم لتحيى الشعور بالكرامة في نفوسهم ، ولتغرس الإحساس بالشرف في مشاعرهم ، ولتحملهم على الترفع عن الدنايا لأن الذي يشعر أنه من منبت كريم تعاف نفسه الحقد والكذب والصغار ، ثم جاءت الآية الثانية فأرشدتهم إلى أن التقوى هي سبب السلامة والفوز ، وحذرتهم من أهوال يوم القيامة وأفهمتهم بأن انتسابهم إلى أولئك الآباء لن يغنى من اللَّه شيئا يوم الجزاء ، وإنما الذي ينفعهم في ذلك اليوم هو اتباع تعاليم الإسلام ، التي أتى بها النبي - عليه الصلاة والسلام - وفي ذلك ما فيه من كبح غرورهم ، وإبطال ظنونهم . ثانيا : نعمة إنجائهم من عدوهم : ثم ذكرهم - سبحانه - بنعمة جليله الشأن ، هي نعمة إنجائهم من عدوهم فقال تعالى : [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 49 ] وإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ ويَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ( 49 ) الآية الكريمة معطوفة على قوله تعالى : * ( اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ ) * في الآية السابقة ، من باب عطف المفصل على المجمل : أى : اذكروا نعمتي ، واذكروا إذ نجيناكم من آل فرعون . وإذ : بمعنى وقت ، « وهي مفعول به لفعل ملاحظ في الكلام وهو اذكروا أى : اذكروا وقت أن نجيناكم ، والمراد من التذكير بالوقت تذكيرهم بما وقع فيه من أحداث . وآل الرجل : أهله وخاصته وأتباعه ، ويطلق غالبا على أولى الخطر والشأن من الناس ، فلا يقال آل الحجام أو الإسكاف . وفرعون : اسم لملك مصر كما يقال لملك الروم قيصر ، ولملك اليمن تبع ويسومونكم : من سامه خسفا إذا أذله واحتقره وكلفه مالا يطيق . والابتلاء : الامتحان والاختبار ، ويكون في الخير والشر ، قال - تعالى - ونَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ والْخَيْرِ فِتْنَةً « 1 » . والمعنى : اذكروا يا بنى إسرائيل وقت أن نجيناكم من آل فرعون الذين كانوا يعذبونكم أشق
( 1 ) سورة الأنبياء الآية 35 .
121
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 121