responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 96


الذين لا يعلمون كفار العرب ، وأما على القول بأن الذين لا يعلمون اليهود والنصارى ، فالذين من قبلهم هم أمم الأنبياء المتقدمين * ( تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ) * الضمير للذين لا يعلمون ، وللذين من قبلهم ، وتشابه قلوبهم في الكفر أو في طلب ما لا يصح أن يطلب ، وهو كقولهم : لولا يكلمنا اللَّه * ( قَدْ بَيَّنَّا الآياتِ ) * أخبر تعالى أنه قد بين الآيات لعنادهم * ( إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ ) * خطابا للنبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، والمراد بالحق التوحيد ، وكل ما جاءت به الشريعة * ( بَشِيراً ونَذِيراً ) * تبشر المؤمنين بالجنة ، وتنذر الكافرين بالنار ، وهذا معناه حيث وقع * ( ولا تُسْئَلُ ) * بالجزم نهي [1] ، وسببها أن النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم سأل عن حال آبائه في الآخرة فنزلت ، وقيل : إن ذلك على معنى التهويل كقولك : لا تسأل عن فلان لشدّة حاله ، وقرأ غير نافع بضم التاء واللام : أي لا تسأل في القيامة عن ذنوبهم * ( مِلَّتَهُمْ ) * ذكرها مفردة وإن كانت ملتين لأنهما متفقتان في الكفر ، فكأنهما ملة واحدة * ( قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّه هُوَ الْهُدى ) * لا ما عليه اليهود والنصارى ، والمعنى : أن الذي أنت عليه يا محمد هو الهدى الحقيقي لأنه هدى من عند اللَّه بخلاف ما يدّعيه اليهود والنصارى * ( ولَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ ) * جمع هوى ، ويعني به ما هم عليه من الأديان الفاسدة والأقوال المضلة لأنهم اتبعوها بغير حجة بل بهوى النفوس والضمير لليهود والنصارى ، والخطاب لمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وقد علم اللَّه أنه لا يتبع أهواءهم ، ولكن قال ذلك على وجه التهديد لو وقع ذلك ، فهو على معنى الفرض والتقدير ، ويحتمل أن يكون خطابا له صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، والمراد غيره * ( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ ) * يعني المسلمين ، والكتاب على هذا : القرآن ، وقيل : هم من أسلم من بني إسرائيل ، والكتاب على هذا التوراة ، ويحتمل العموم ، ويكون الكتاب اسم جنس * ( يَتْلُونَه حَقَّ تِلاوَتِه ) * أي يقرؤنه كما يجب من التدبر له والعمل به ، وقيل : معناه يتبعونه حق اتباعه ، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، والأوّل أظهر ، فإن التلاوة وإن كانت تقال بمعنى القراءة ، وبمعنى الاتباع فإنه أظهر في معنى القراءة ، لا سيما إذا كانت تلاوة الكتاب ، ويحتمل أن تكون هذه الجملة في موضع الحال ، ويكون الخبر أولئك يؤمنون ، وهذا أرجح ، لأن مقصود الكلام الثناء عليهم بالإيمان ، أو إقامة الحجة بإيمانهم على غيرهم ممن لم يؤمن * ( يا بَنِي إِسْرائِيلَ ) * الآية : تقدّم الكلام على نظيرتها * ( وَإِذِ ابْتَلى ) * أي



[1] . على قراءة المؤلف رحمه اللَّه .

96

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست