responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 95


كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه ) * [ القصص : 88 ] ويَبْقى وَجْه رَبِّكَ ) * [ الرحمن : 27 ] فهو من المتشابه الذي يجب التسليم له من غير تكييف ، ويردّ علمه إلى اللَّه ، وقال الأصوليون : هو عبارة عن الذات أو عن الوجود ، وقال بعضهم : هو صفة ثابتة بالسمع * ( وَقالُوا اتَّخَذَ ) * قالت اليهود : عزير ابن اللَّه ، وقالت النصارى : المسيح ابن اللَّه ، وقالت الصابئون وبعض العرب :
الملائكة بنات اللَّه * ( سُبْحانَه ) * تنزيه له عن قولهم * ( بَلْ لَه ) * الآية ردّ عليهم لأنّ الكل ملكه ، والعبودية تنافي النبوة * ( قانِتُونَ ) * أي طائعون منقادون * ( بَدِيعُ السَّماواتِ ) * أي مخترعها وخالقها ابتداء وإذا قضى أمرا أي قدّره وأمضاه ، قال ابن عطية : يتحد في الآية المعنيان ، فعلى مذهب أهل السنة : قدر في الأزل وأمضى فيه ، وعلى مذهب المعتزلة : أمضى عند الخلق والإيجاد ، قلت : لا يكون قضى هنا بمعنى قدّر ، لأن القدر قديم ، وإذا : تقتضي الحدوث والاستقبال ، وذلك يناقض القدم ، وإنما قضى هنا بمعنى : أمضى أو فعل أو وجد كقوله : فقضاهنّ سبع سماوات ، وقد قيل إنه بمعنى ختم الأمر ، وبمعنى حكم ، والأمر هنا بمعنى الشيء ، وهو واحد الأمور ، وليس بمصدر أمر يأمر * ( فَإِنَّما يَقُولُ لَه كُنْ فَيَكُونُ ) * قال الأصوليون : هذا عبارة عن نفوذ قدرة اللَّه تعالى : وليس بقول حقيقي ، لأنه إن كان قول :
كن خطابا للشيء في حال عدمه ، لم يصح لأن المعدوم لم يخاطب ، وإن كان خطابا في حال وجوده لأنه قد كان ، وتحصيل الحاصل غير مطلوب . وحمله المفسرون على حقيقته ، وأجابوا عن ذلك بأربعة أجوبة : أحدها : أن الشيء الذي يقول له : كن فيكون هو موجود في علم اللَّه وإنما يقول له : كن ليخرجه إلى العيان لنا ، والثاني : أن قوله : كن لا يتقدّم على وجود الشيء ولا يتأخر عنه . قاله الطبري ، والثالث : أنّ ذلك خطابا لمن كان موجودا على حالة ، فيأمر بأن يكون على حالة أخرى كإحياء الموتى ، ومسخ الكفار ، وهذا ضعيف . لأنه تخصيص من غير مخصص . والرابع : أن معنى يقول له : يقول من أجله ، فلا يلزم خطابه :
والأوّل أحسن هذه الأجوبة ، وقال ابن عطية : تلخيص المعتقد في هذه الآية أن اللَّه عز وجل لم يزل آمرا للمعدومات بشرط وجودها ، فكل ما في الآية مما يقتضي الاستقبال ، فهو بحسب المأمورات إذ المحدثات تجيء بعد أن لم تكن ، فيكون رفع على الاستثناء ، قال سيبويه : معناه فهو يكون ، قال غيره : يكون عطف على يقول ، واختاره الطبري ، وقال ابن عطية : وهو فاسد من جهة المعنى ، ويقتضي أن القول مع التكوين والوجود ، وفي هذا نظر * ( وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) * هم هنا وفي الموضع الأول كفار العرب على الأصح ، وقيل : هم اليهود والنصارى * ( لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّه ) * لولا هنا عرض ، والمعنى أنهم قالوا : لن نؤمن حتى يكلمنا اللَّه * ( أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ ) * أي دلالة من المعجزات كقولهم : لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً ) * [ الإسراء : 9 ] وما بعده * ( كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) * يعني اليهود والنصارى على القول : بأن

95

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست