responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 93


راعِنا ) * كان المسلمون يقولون للنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم : يا رسول اللَّه راعنا ، وذلك من المراعاة أي : راقبنا وانظرنا ، فكان اليهود يقولونها : ويعنون بها معنى الرعونة على وجه الإذاية للنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ، وربما كانوا يقولونها على معنى النداء ، فنهى اللَّه المسلمين أن يقولوا هذه الكلمة لاشتراك معناها بين ما قصده المسلمون وقصده اليهود ، فالنهي سدّا للذريعة ، وأمروا أن يقولوا : انظرنا ، لخلوّه عن ذلك الاحتمال المذموم ، فهو من النظر والانتظار ، وقيل : إنما نهى اللَّه المسلمين عنها لما فيها من الجفاء وقلة التوقير * ( واسْمَعُوا ) * عطف على قولوا ، لا على معمولها . والمعنى : الأمر بالطاعة والانقياد * ( ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) * جنس يعم نوعين : أهل الكتاب ، والمشركين من العرب ، ولذلك فسره بهما ، ومعنى الآية أنهم : لا يحبون أن ينزل اللَّه خيرا على المسلمين * ( مِنْ خَيْرٍ ) * من للتبعيض ، وقيل : زائدة لتقدم النفي في قوله : ما يودّ * ( بِرَحْمَتِه ) * قيل : القرآن وقيل : النبوة وللعموم أولى ، ومعنى الآية : الردّ على من كره الخير للمسلمين * ( ما نَنْسَخْ ) * نزل حكمه ولفظه أو أحدهما ، وقرئ بضم النون أي نأمر بنسخه * ( أَوْ نُنْسِها ) * من النسيان ، وهو ضدّ الذكر : أي ينساها النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم بإذن اللَّه كقوله سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللَّه ) * [ الأعلى : 6 / 7 ] أو بمعنى الترك : أي نتركها غير منزلة : أي غير منسوخة ، وقرئ بالهمز بمعنى التأخير : أن نؤخر إنزالها أو نسخها * ( بِخَيْرٍ ) * في خفة العمل ، أو في الثواب * ( قَدِيرٌ ) * استدلال على جواز النسخ لأنه من المقدورات ، خلافا لليهود لعنهم اللَّه فإنهم أحالوه [1] على اللَّه . وهو جائز عقلا ، وواقع شرعا فكما نسخت شريعتهم ما قبلها ، نسخها ما بعدها * ( تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ ) * أي تطلبوا الآيات ، ويحتمل السؤال عن العلم ، والأوّل أرجح لما بعده ، فإنه شبهه بسؤالهم لموسى ، وهو قولهم له أرنا اللَّه جهرة * ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ) * أي تمنوا ، ونزلت الآية في حيي بن أخطب وأمية بن ياسر ، وأشباههما من اليهود ، الذين كانوا يحرصون على فتنة المسلمين ، ويطمعون أن يردّوهم عن الإسلام * ( حَسَداً ) * مفعول من أجله ، أو مصدر في موضع الحال ، والعامل في ما قبله ، فيجب وصله معه ، وقيل :
هو مصدر ، والعامل فيه محذوف تقديره : يحسدونكم حسدا ، فعلى هذا يوقف على ما قبله ،



[1] . أحالوه : أي اعتبروه محالا لا يمكن حصوله .

93

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست