responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 82


الاشتراء هنا استعارة في الاستبدال : كقوله : اشتروا الضلالة بالهدى ، والآيات هنا هي الإيمان بمحمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، والثمن القليل ما ينتفعون به في الدنيا من بقاء رئاستهم ، وأخذ الرشا على تغيير أمر محمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، وغير ذلك ، وقيل :
كانوا يعلمون دينهم بالأجرة فنهوا عن ذلك ، واحتج الحنفية بهذه الآية على منع الإجارة على تعليم القرآن * ( الْحَقَّ بِالْباطِلِ ) * الحق هنا يراد به نبوّة محمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، والباطل الكفر به ، وقيل : الحق التوراة ، والباطل ما زادوا فيها . وتَكْتُمُونَ ) * معطوف على النهي ، أو منصوب بإضمار أن في جواب النهي ، والواو بمعنى الجمع ، والأوّل أرجح ، لأنّ العطف يقتضي النهي عن كل واحد من الفعلين ، بخلاف النصب بالواو ، فإنه إنما يقتضي النهي عن الجمع بين الشيئين ، لا النهي عن كل واحد على انفراده * ( وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) * أي تعلمون أنه حق * ( الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ ) * يراد بها صلاة المسلمين وزكاتهم ، فهو يقتضي الأمر بالدخول في الإسلام * ( وارْكَعُوا ) * خصص الركوع بعد ذكر الصلاة لأنّ صلاة اليهود بلا ركوع فكأنه أمر بصلاة المسلمين التي فيها الركوع ، وقيل : اركعوا للخضوع والانقياد * ( مَعَ الرَّاكِعِينَ ) * مع المسلمين فيقتضي ذلك الأمر بالدخول في دينهم ، وقيل : الأمر بالصلاة مع الجماعة .
* ( أَ تَأْمُرُونَ ) * تقريع وتوبيخ لليهود * ( بِالْبِرِّ ) * عام في أنواعه فوبخهم على أمر الناس وتركهم له ، وقيل : كان الأحبار يأمرون من نصحوه في السر باتباع محمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، ولا يتبعونه ، وقال ابن عباس : بل كانوا يأمرون باتباع التوراة ، ويخالفون في جحدهم منها صفة محمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم * ( تَنْسَوْنَ ) * أي تتركون ، وهذا تقريع * ( تَتْلُونَ الْكِتابَ ) * حجة عليهم * ( أَ فَلا تَعْقِلُونَ ) * توبيخ * ( واسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ ) * قيل :
معناه استعينوا بها على مصائب الدنيا ، وقد روي أنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم « كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة » [1] ونعي إلى ابن عباس أخوه فقام إلى الصلاة فصلَّى ركعتين وقرأ الآية ، وقيل : استعينوا بهما على طلب الآخرة ، وقيل : الصبر هنا الصوم ، وقيل : الصلاة هنا الدعاء * ( وإِنَّها ) * الضمير عائد على العبادة التي تضمنها الصبر والصلاة ، أو على الاستعانة أو على الصلاة * ( لَكَبِيرَةٌ ) * أي شاقة صعبة * ( يَظُنُّونَ ) * هنا : يتيقنون * ( عَلَى الْعالَمِينَ ) * أي أهل زمانهم ، وقيل : تفضيل من وجه مّا هو كثرة الأنبياء وغير ذلك



[1] . ذكره المناوي في التيسير ج 2 ص 245 بلفظ : « كان إذا حزبه أمر صلى » وعزاه لأحمد وأبي داود عن حذيفة بن اليمان .

82

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست