responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 78


بضرب المثل من الهدى والضلال * ( عَهْدَ اللَّه ) * مطلق في العهود وكذلك ما بعده من القطع والفساد ، ويحتمل أن يشار بنقض عهد اللَّه إلى اليهود ، لأنهم نقضوا العهد الذي أخذ اللَّه عليهم في الإيمان بمحمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، ويشار بقطع * ( ما أَمَرَ اللَّه بِه أَنْ يُوصَلَ ) * إلى قريش لأنهم قطعوا الأرحام التي بينهم وبين المؤمنين ، ويشار بالفساد في الأرض إلى المنافقين لأن الفساد من أفعالهم ، حسبما تقدّم في وصفهم * ( مِيثاقِه ) * الضمير للعهد أو للَّه تعالى * ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ ) * موضعها الاستفهام ، ومعناها هنا : الإنكار والتوبيخ * ( وكُنْتُمْ أَمْواتاً ) * أي معدومين أي : في أصلاب الآباء ، أو نطفا في الأرحام فأحياكم أي أخرجكم إلى الدنيا * ( ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ) * الموت المعروف * ( ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) * بالبعث * ( ثُمَّ إِلَيْه تُرْجَعُونَ ) * للجزاء ، وقيل : الحياة الأولى حين أخرجهم من صلب آدم لأخذ العهد ، وقيل : في الحياة الثانية إنها في القبور ، والراجح القول الأول لتعينه في قوله : وهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) * [ الحج : 66 ] .
فوائد ثلاثة الأولى : هذه الآية في معرض الردّ على الكفار ، وإقامة البرهان على بطلان قولهم ، فإن قيل : إنما يصح الاحتجاج عليهم بما يعترفون به ، فكيف يحتج عليهم بالبعث وهم منكرون له ؟
فالجواب أنه ألزموا من ثبوت ما اعترفوا به من الحياة والموت ثبوت البعث ، لأن القدرة صالحة لذلك كله . الثانية : قوله * ( وكُنْتُمْ أَمْواتاً ) * في موضع الحال ، فإن قيل : كيف جاز ترك قد وهي لازمة مع الفعل الماضي إذا كان في موضع الحال فالجواب : أنه قد جاء بعد الماضي مستقبل ، والمراد مجموع الكلام . كأنه يقول : وحالهم هذه . فلذلك لم تلزم قد . الثالثة : عطف فأحياكم بالفاء لأنّ الحياة إثر العدم ولا تراخي بينهما ، وعطف ثم يميتكم وثم يحييكم بثم للتراخي الذي بينهما * ( خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأَرْضِ ) * دليل على إباحة الانتفاع بما في الأرض * ( ثُمَّ اسْتَوى ) * أي قصد لها والسماء هنا جنس ولأجل ذلك أعاد عليها بعد ضمير الجماعة فسوّاهنّ أي أتقن خلقهن : كقوله : فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ) * [ الانفطار : 7 ] ، وقيل جعلهنّ سواء .
( فائدة ) هذه الآية تقتضي أنه خلق السماء بعد الأرض ، وقوله : والأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ) * [ النازعات : 30 ] ظاهره خلاف ذلك ، والجواب من وجهين : أحدهما : أنّ الأرض خلقت قبل السماء ، ودحيت بعد ذلك فلا تعارض ، والآخر : تكون ثم لترتيب الأخبار * ( لِلْمَلائِكَةِ ) * جمع ملك واختلف في وزنه فقيل : فعل فالميم أصلية ، ووزن ملائكة على هذا

78

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست