responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 76


المخاطبين دون الذين من قبلهم ، مع أنه أمر الجميع بالتقوى ؟ فالجواب : أنه لم يقصره عليهم ولكنه غلَّب المخاطبين على الغائبين في اللفظ ، والمراد الجميع ، فإن قيل : هلا قال لعلكم تعبدون مناسبة لقوله اعبدوا ؟ فالجواب أنّ التقوى غاية العبادة وكمالها ، فكان قوله : لعلكم تتقون أبلغ وأوقع في النفوس * ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ ) * الآية إثبات لنبوّة محمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم بإقامة الدليل على أنّ القرآن جاء به من عند اللَّه ، فلما قدّم إثبات الألوهية أعقبها بإثبات النبوّة ، فإن قيل : كيف قال إن كنتم في ريب ، ومعلوم أنهم كانوا في ريب وفي تكذيب ؟
فالجواب أنه ذكر حرف إن إشارة إلى أنّ الريب بعيد عند العقلاء في مثل هذا الأمر الساطع البرهان ، فلذلك وضع حرف التوقع والاحتمال في الأمر الواقع ، لبعد وقوع الريب وقبحه عند العقلاء وكما قال تعالى لا رَيْبَ فِيه ) * * ( عَلى عَبْدِنا ) * هو النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، والعبودية على وجهين : عامة ، وهي التي بمعنى الملك ، وخاصة وهي التي يراد بها التشريف والتخصيص ، وهي من أوصاف أشراف العباد . وللَّه در القائل :
لا تدعني إلَّا بيا عبدها * فإنّه أشرف أسمائي * ( فَأْتُوا بِسُورَةٍ ) * أمر يراد به التعجيز * ( مِنْ مِثْلِه ) * الضمير عائد على ما أنزلنا وهو القرآن ، ومن لبيان الجنس ، وقيل يعود على النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، فمن على هذا : لابتداء الغاية من بشر مثله ، والأول أرجح لتعيينه في يونس وهود ، وبمعنى مثله في فصاحته وفيما تضمنه من العلوم والحكم العجيبة والبراهين الواضحة * ( شُهَداءَكُمْ ) * آلهتكم أو أعوانكم أو من يشهد لكم * ( مِنْ دُونِ اللَّه ) * أي غير اللَّه ، وقيل : هو من الدين الحقير ، فهو مقلوب اللفظ * ( ولَنْ تَفْعَلُوا ) * اعتراض بين الشرط وجوابه فيه مبالغة وبلاغة ، وهو إخبار ظهير [1] مصداقه في الوجود إذ لم يقدر أحد أن يأتي بمثل القرآن ، مع فصاحة العرب في زمان نزوله ، وتصرفهم في الكلام ، وحرصهم على التكذيب ، وفي الإخبار بذلك معجزة أخرى ، وقد اختلف في عجز الخلق عنه على قولين :
أحدهما : أنه ليس في قدرتهم الإتيان بمثله وهو الصحيح ، والثاني : أنه كان في قدرتهم وصرفوا عنه ، والإعجاز حاصل على الوجهين ، وقد بيّنا سائر وجوه إعجازه في المقدّمة * ( فَاتَّقُوا النَّارَ ) * أي فآمنوا لتنجوا من النار ، وعبر باللازم عن ملازمه ، لأن ذكر النار أبلغ في التفخيم والتهويل والتخويف * ( وَقُودُهَا ) * حطبها * ( الْحِجارَةُ ) * قال ابن مسعود : هي حجارة الكبريت لسرعة اتقادها وشدّة حرها وقبح رائحتها ، وقيل الحجارة المعبودة ، وقيل الحجارة على الإطلاق * ( أُعِدَّتْ ) * دليل على أنها قد خلقت ، وهو مذهب الجماعة وأهل السنة ، خلافا لمن قال : إنها تخلق يوم القيامة ، وكذلك الجنة * ( وَبَشِّرِ ) * يحتمل أن تكون خطابا للنبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، أو خطابا لكل



[1] . والصواب : ظهر .

76

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست