responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 74


* ( يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ ) * إن رجع الضمير إلى أصحاب المطر وهم الذين شبه بهم المنافقين :
فهو بيّن في المعنى ، وإن رجع إلى المنافقين : فهو تشبيه بمن أصابه البرق على وجهين :
أحدهما : تكاد براهين القرآن تلوح لهم كما يضيء البرق ، وهذا مناسب لتمثيل البراهين بالبرق حسبما تقدم ، والآخر : يكاد زجر القرآن ووعيده يأخذهم كما يكاد البرق يخطف أبصار أصحاب المطر المشبه بهم * ( كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيه ) * إن رجع إلى أصحاب المطر فالمعنى أنهم يمشون بضوء البرق إذا لاح لهم ، وإن رجع إلى المنافقين فالمعنى أنه يلوح لهم من الحق ما يقربون به من الإيمان * ( وإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا ) * إن رجع إلى أصحاب المطر فالمعنى أنهم إذا زال عنهم الضوء وقفوا متحيرين لا يعرفون الطريق ، وإن رجع إلى المنافقين : فالمعنى أنه إذا ذهب عنهم ما لاح لهم من الإيمان : ثبتوا على كفرهم ، وقيل :
إنّ المعنى كلما صلحت أحوالهم في الدنيا قالوا هذا دين مبارك فهذا مثل الضوء ، وإذا أصابتهم شدّة أو مصيبة عابوا الدين وسخطوا : فهذا مثل الظلمة ، فإن قيل : لم قال مع الإضاءة كلما ، ومع الظلام إذا ؟ فالجواب أنهم لما كانوا حراصا على المشي ذكر معه كلما ، لأنها تقتضي التكرار والكثرة * ( ولَوْ شاءَ اللَّه ) * الآية : إن رجع إلى أصحاب المطر : فالمعنى لو شاء اللَّه لأذهب سمعهم بالرعد وأبصارهم بالبرق ، وإن رجع إلى المنافقين : فالمعنى لو شاء اللَّه لأوقع بهم العذاب والفضيحة ، وجاءت العبارة عن ذلك بإذهاب سمعهم وأبصارهم ، والباء للتعدية كما هي في قوله تعالى : ذَهَبَ اللَّه بِنُورِهِمْ ) * * ( يا أَيُّهَا النَّاسُ ) * الآية لما قدّم اختلاف الناس في الدين وذكر ثلاث طوائف : المؤمنين ، والكافرين والمنافقين :
أتبع ذلك بدعوة الخلق إلى عبادة اللَّه ، وجاء بالدعوة عامة للجميع لأنّ النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم بعث إلى جميع الناس * ( اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ) * يدخل فيه الإيمان به سبحانه وتوحيده وطاعته ، فالأمر بالإيمان به لمن كان جاحدا ، والأمر بالتوحيد لمن كان مشركا ، والأمر بالطاعة لمن كان مؤمنا * ( لَعَلَّكُمْ ) * يتعلق بخلقكم : أي خلقكم لتتقوه كقوله : وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) * [ الذاريات : 56 ] أو بفعل مقدّر من معنى الكلام أي :
دعوتكم إلى عبادة اللَّه لعلكم تتقون ، وهذا أحسن . وقيل : يتعلق بقوله : « اعبدوا » وهذا ضعيف . وإن كانت لعل للترجي فتأويله أنه في حق المخلوقين ، جريا على عادة كلام العرب ، وإن كانت للمقاربة أو التعليل فلا إشكال ، والأظهر فيها أنها لمقاربة الأمر نحو : عسى ، فإذا قالها اللَّه : فمعناها أطباع العباد ، وهكذا القول فيها حيث ما وردت في كلام اللَّه تعالى :
* ( الأَرْضَ فِراشاً ) * تمثيل لما كانوا يقعدون وينامون عليها كالفراش فهو مجاز وكذلك السماء بناء * ( مِنَ الثَّمَراتِ ) * من للتبعيض أو لبيان الجنس ، لأنّ الثمرات هو المأكول من الفواكه وغيرها

74

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست