responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 73


* ( ذَهَبَ اللَّه بِنُورِهِمْ ) * ولم يقل : أذهب اللَّه نورهم ، مشاكلة لقوله : * ( فَلَمَّا أَضاءَتْ ) * فالجواب :
أن إذهاب النور أبلغ لأنه إذهاب للقليل والكثير ، بخلاف الضوء فإنه يطلق على الكثير * ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ ) * يحتمل أن يراد به المنافقون ، والمستوقد المشبه بهم ، وهذه الأوصاف مجاز عبارة عن عدم انتفاعهم بسمعهم وأبصارهم وكلامهم ، وليس المراد فقد الحواس * ( فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) * إن أريد به المنافقون : فمعناه لا يرجعون إلى الهدى ، وإن أريد به أصحاب النار : فمعناه أنهم متحيرون في الظلمة ، لا يرجعون ولا يهتدون إلى الطريق * ( أَوْ كَصَيِّبٍ ) * عطف على الذي استوقد ، والتقدير : أو كصاحب صيب ، أو للتنويع لأن هذا مثل آخر ضربه اللَّه للمنافقين ، والصيب : المطر ، وأصله صيوب ، ووزنه فعيل ، وهو مشتق من قولك صاب يصوب ، وفي قوله * ( مِنَ السَّماءِ ) * إشارة إلى قوته وشدّة انصبابه ، قال ابن مسعود : إنّ رجلين من المنافقين هربا إلى المشركين ، فأصابهما هذا المطر وأيقنا بالهلاك ، فعزما على الإيمان ، ورجعا إلى النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم وحسن إسلامهما ، فضرب اللَّه ما أنزل فيهما مثلا للمنافقين ، وقيل : المعنى تشبيه المنافقين في حيرتهم في الدين وفي خوفهم على أنفسهم بمن أصابه مطر فيه ظلمات ورعد وبرق ، فضلّ عن الطريق وخاف الهلاك على نفسه ، وهذا التشبيه على الجملة ، وقيل : إنّ التشبيه على التفصيل ، فالمطر مثل للقرآن أو الإسلام ، والظلمات مثل لما فيه من الإشكال على المنافقين ، والرعد مثل لما فيه من الوعيد والزجر لهم ، والبرق مثل لما فيه من البراهين الواضحة ، فإن قيل : لم قال رعد وبرق بالإفراد ، ولم يجمعه كما جمع ظلمات ؟ فالجواب : أن الرعد والبرق مصدران ، والمصدر لا يجمع ، ويحتمل أن يكونا اسمين وجمعهما [1] لأنهما في الأصل مصدران * ( يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ ) * أي من أجل الصواعق ، قال ابن مسعود : كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم ، لئلا يسمعوا القرآن في مجلس النبي صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم . فهو على هذا حقيقة في المنافقين ، والصواعق على هذا ما يكرهون من القرآن ، والموت هو ما يتخوفونه فهما مجازان ، وقيل : لأنه راجع لأصحاب المطر المشبه بهم فهو حقيقة فيهم ، والصواعق على هذا حقيقة ، وهي التي تكون من المطر من شدة الرعد ، ونزول قطعة نار والموت أيضا حقيقة . وقيل : إنه راجع للمنافقين على وجه التشبيه لهم في خوفهم بمن جعل أصابعه في آذانه من شدة الخوف من المطر والرعد ، فإن قيل : لم قال أصابعهم ولم يقل أناملهم والأنامل هي التي تجعل في الآذان ؟ فالجواب أن ذكر الأصابع أبلغ لأنها أعظم من الأنامل ، ولذلك جمعها مع أن الذي يجعل في الآذان السبابة خاصة * ( واللَّه مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ ) * أي لا يفوتونه بل هم تحت قهره ، وهو قادر على عقابهم



[1] . ربما كان الأصل : ولم يجمعهما .

73

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست