responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 470


وقال ابن عباس : إنما حيي الحوت لأنه مسه ماء عين يقال لها عين الحياة ما مست قط شيئا إلا حيي ، وفي الحديث أن اللَّه أمسك جرية الماء عن الحوت فصار مثل السراب ، وهو المسلك في جوف الأرض ، وذلك معجزة لموسى عليه السلام وقيل : اتخذ الحوت سبيله في البحر سربا حتى وصل إلى البحر فعام على العادة ، ويرد هذا ما ورد في الحديث * ( فَلَمَّا جاوَزا ) * أي جاوزا الموضع الذي وصف له ، وهو الصخرة التي نام عندها فسار الحوت في البحر ، بينما كان موسى نائما وكان ذهاب الحوت أمارة لقائه للخضر ، فلما استيقظ موسى أصابه الجوع ، فقال لفتاه : آتنا غداءنا * ( نَصَباً ) * أي تعبا * ( قالَ أَ رَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ ) * قال الزمخشري :
أرأيت هنا بمعنى أخبرني ثم قال ، فإن قلت ما وجه التئام هذا الكلام ، فإن كل واحد من أرأيت وإذ أوينا وفإني نسيت الحوت لا متعلق له ؟ فالجواب أنه لما طلب موسى الحوت ذكر يوشع ما رأى منه ، وما اعتراه من نسيانه ، فدهش فطفق يسأل موسى عن سبب ذلك فكأنه قال : أرأيت ما دهاني إذ أوينا إلى الصخرة ، فإني نسيت الحوت فحذف بعض الكلام * ( نَسِيتُ الْحُوتَ ) * أي نسيت أن أذكر لك ما رأيت من ذهابه في البحر وتقديره : نسيت ذكر الحوت * ( أَنْ أَذْكُرَه ) * بدل من الهاء في أنسانيه وهو بدل اشتمال .
* ( وَاتَّخَذَ سَبِيلَه فِي الْبَحْرِ عَجَباً ) * يحتمل أن يكون هذا من كلام يوشع ، أي اتخذ الحوت سبيله في البحر عجبا للناس أو اتخذ موسى سبيل الحوت عجبا أي تعجب هو منه وإعراب عجبا مفعول ثان لاتخذ مثل سربا وقيل : إن الكلام تم عند قوله في البحر ثم ابتدأ التعجب فقال عجبا وذلك بعيد * ( قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ ) * أي فقد الحوت هو ما كنا نطلب لأنه أمارة على وجدان الرجل * ( فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً ) * أي رجعا في طريقهما يقصان أثرهما الأول لئلا يخرجا عن الطريق * ( فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا ) * هو الخضر * ( آتَيْناه رَحْمَةً ) * يعني النبوة على قول من قال : إن الخضر نبيّ . وقيل : إنه ليس بنبيّ ولكنه وليّ ، وتظهر نبوته من هذه القصة . أنه فعل أشياء لا يعملها إلا بوحي ، واختلف أيضا هل مات أو هو حيّ إلى الآن ؟ ويذكر كثير من الصلحاء أنهم يرونه ويكلمهم * ( وعَلَّمْناه مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ) * في الحديث أن موسى وجد الخضر مسجّى بثوبه فقال له : السلام عليك فرفع رأسه وقال :
وأنى بأرضك السلام قال له : من أنت ؟ قال : أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال : نعم قال : أو لم يكن لك في بني إسرائيل ما يشغلك عن السفر إلى هنا ؟ قال : بلى . ولكني أحببت لقاءك وأن أتعلم منك . قال : إني على علم من علم اللَّه علمنيه لا تعلمه أنت ، وأنت على علم من علم اللَّه علمكه لا أعلمه أنا * ( قالَ لَه مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ ) * الآية : مخاطبة فيها ملاطفة وتواضع وكذلك ينبغي أن يكون الإنسان مع من يريد أن يتعلم منه * ( رُشْداً ) * قرئ

470

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست