نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 469
هو الموت وقيل : عذاب الآخرة وقيل : يوم بدر * ( مَوْئِلًا ) * أي ملجأ يقال : وئل الرجل إذا لجأ . * ( وَتِلْكَ الْقُرى ) * يعني : عادا وثمود وغيرهم من المتقدمين ، والمراد هنا : أهل القرى ولذلك قال : أهلكناهم وفي ضمن هذا الإخبار تهديد لكفار قريش * ( وجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً ) * أي وقتا معلوما ، والمهلك هنا بضم الميم وفتح اللام اسم مصدر من أهلك ، فالمصدر على هذا على مضاف للمفعول لأن الفعل متعدي ، وقرئ [1] بفتح الميم من هلك ، فالمصدر على هذا مضاف للفاعل . * ( وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاه ) * هذا ابتداء قصة موسى مع الخضر ، وهو موسى بن عمران نبي اللَّه ، وفتاه هو يوشع بن نون وهو ابن أخت موسى وهو من ذرية يوسف عليه السلام ، والفتى هنا بمعنى الخديم وسبب القصة فيما روي عن النبي صلَّى اللَّه تعالى عليه وعلى اله وسلَّم في الحديث الصحيح : أن موسى عليه السلام خطب يوما في بني إسرائيل فقيل له : هل تعلم أحدا أعلم منك ؟ فقال لا : فأوحى اللَّه إليه أن بل عبدنا الخضر أعلم منك فقال : يا رب دلني على السبيل إلى لقائه فأوحى اللَّه إليه أن يحمل حوتا في مكتل [ زنبيل ] ويسير بطول سيف [ شاطئ ] البحر حتى يبلغ مجمع البحرين ، فإذا فقد الحوت فإن الخضر هناك ، ففعل موسى ذلك حتى لقيه * ( لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ) * قال موسى هذا الكلام وهو سائر أي : لا أبرح أسير حتى أبلغ مجمع البحرين ، فحذف ؟ ؟ ؟ خبر لا أبرح اختصارا لدلالة المعنى عليه ، ومعنى لا أبرح هنا لا أزال ، لأن حقيقة لا أبرح تقتضي الإقامة في الموضع ، وكان موسى حين قالها على سفر لا يريد إقامة ، ومجمع البحرين : عند طنجة حيث يجتمع البحر المحيط والبحر الخارج منه ، وهو بحر الأندلس وقيل : هو مجمع بحر فارس وبحر الروم في المشرق * ( أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ) * أي زمانا طويلا ، والحقب بضم القاف وإسكانها ثمانون سنة ، وقيل زمان غير محدود وقيل : هي جمع حقبة وهي السنة * ( فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما ) * الضمير في بلغا لموسى وفتاه والضمير في بينهما للبحرين * ( نَسِيا حُوتَهُما ) * نسب النسيان إليهما ، وإنما كان النسيان من الفتى وحده كما تقول فعل بنو فلان كذا : إذا فعله واحد منهم وقيل : نسي الفتى أن يقدمه ونسي موسى أن يأمره فيه بشيء * ( فَاتَّخَذَ سَبِيلَه فِي الْبَحْرِ سَرَباً ) * فاعل اتخذ الحوت ، والمعنى أنه سار في البحر فقيل : إن الحوت كان ميتا مملوحا ثم صار حيا بإذن اللَّه ، ووقع في الماء فسار فيه .
[1] . مهلك : بفتح الميم وكسر اللام هي قراءة حفص وقرأ أبو بكر عن عاصم : بفتح اللام . وقرأ الباقون : بضم الميم وفتح اللام .
469
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 469