responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 47


الكلام على الاستعاذة في عشرة فوائد من فنون مختلفة الأولى : لفظ التعوّذ على خمسة أوجه : أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم وهو المروي عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم والمختار عند القراء . وأعوذ باللَّه العظيم من الشيطان الرجيم ، وأعوذ باللَّه القويّ من الشيطان الغويّ . أعوذ باللَّه المجيد من الشيطان المريد . وهي محدثة :
وأعوذ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم . وهو مرويّ عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم الثانية : يؤمر القارئ بالاستعاذة قبل القراءة سواء ابتدأ بأول سورة أو جزء سورة على الندب الثالثة : يجهر بالاستعاذة عند الجمهور وهو المختار . وروي الإخفاء عن حمزة ونافع الرابعة لا يتعوّذ في الصلاة عند مالك . ويتعوّذ في أوّل ركعة عند الشافعي وأبي حنيفة . وفي كل ركعة عند قوم . فحجة مالك عمل أهل المدينة وحجة قول غيره : قول اللَّه تعالى : فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّه مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ) * [ النحل : 98 ] وذلك يعم الصلاة وغيرها الخامسة : إنما جاء أعوذ بالمضارع دون الماضي لأنّ معنى الاستعاذة لا يتعلق إلَّا بالمستقبل لأنها كالدعاء وإنما جاء بهمزة المتكلم وحده مشاكلة للأمر به في قوله : « فاستعذ » السادسة : الشيطان : يحتمل أن يراد به الجنس فتكون الاستعاذة من جميع الشياطين ، أو العهد فتكون الاستعاذة من إبليس . وهو من شطن إذا بعد فالنون أصلية والياء زائدة . وزنه فيعال . وقيل من شاط إذا هاج فالنون زائدة . والياء أصلية ووزنه فعلان . وإن سميت به لم ينصرف على الثاني لزيادة الألف والنون ، وانصرف على الأوّل السابعة : الرجيم فعيل بمعنى مفعول ، ويحتمل معنيين : أن يكون بمعنى لعين وطريد . وهذا يناسب إبليس لقوله وجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ ) * [ الملك : 5 ] والأوّل أظهر الثامنة : من استعاذ باللَّه صادقا أعاذه فعليك بالصدق ألا ترى امرأة عمران لما أعاذت مريم وذرّيتها عصمها اللَّه . ففي الحديث الصحيح أنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : « ما من مولود إلَّا نخسه الشيطان فيستهل صارخا إلَّا ابن مريم وأمه [1] » التاسعة : الشيطان عدوّ . وحذر اللَّه منه إذ لا مطمع في زوال علة عداوته . وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم . فيأمره أوّلا بالكفر ويشككه في الإيمان فإن قدر عليه وإلَّا أمره بالمعاصي . فإن أطاعه وإلَّا ثبطه عن الطاعة . فإن سلم من ذلك أفسدها عليه بالرياء والعجب العاشرة القواطع عن اللَّه أربعة : الشيطان ، والنفس ، والدنيا ، والخلق . فعلاج الشيطان : الاستعاذة والمخالفة له ، وعلاج النفس : بالقهر ، وعلاج الدنيا : بالزهد ، وعلاج الخلق : بالانقباض والعزلة .



[1] . رواه أحمد عن أبي هريرة بلفظ قريب منه .

47

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست