responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 463


الجدال والمخالفة والاحتجاج ، والمعنى لا تمار أهل الكتاب في عدة أصحاب الكهف إلا مراء ظاهرا ، أي غير متعمق فيه من غير مبالغة ولا تعنيف في الردّ عليهم * ( ولا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً ) * أي لا تسأل أحدا من أهل الكتاب عن أصحاب الكهف ، لأن اللَّه قد أوحى إليك في شأنهم ما يغنيك عن السؤال * ( ولا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّه ) * سببها أن قريشا سألوا اليهود عن أمر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقالوا لهم : اسألوه عن فتية ذهبوا في الزمان الأول وهم أصحاب الكهف ، وعن رجل بلغ مشارق الأرض ومغاربها وهو ذو القرنين ، وعن الروح ، فإن أجابكم في الاثنين وسكت عن الروح فهو نبي ، فسألوه فقال غدا أخبركم ولم يقل إن شاء اللَّه ، فأمسك عنه اللَّه الوحي خمسة عشر يوما ، فأوجف به كفار قريش وتكلموا في ذلك ، فشق ذلك على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، ثم جاء جبريل بسورة الكهف فقص عليه فيها قصة أصحاب الكهف وذي القرنين ، وأنزل اللَّه عليه هذه الآية تأديبا لهم وتعليما ، فأمره بالاستثناء بمشيئة اللَّه في كل أمر يريد أن يفعله فيما يستقبل ، وقوله : غدا يريد به الزمان المستقبل ، لا اليوم الذي بعد يومه خاصة ، وفي الكلام حذف يقتضيه المعنى وتقديره : ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن تقول : إن شاء اللَّه أو تقول إلَّا أن يشاء اللَّه ، والمعنى أن يعلق الأمر بمشيئة اللَّه وحوله وقوته ، ويبرأ هو من الحول والقوة ، وقيل : إن قوله إلا أن يشاء اللَّه بقوله لا تقولنّ . والمعنى لا تقولنّ ذلك القول إلا أن يشاء اللَّه أن تقوله بأن يأذن لك فيه ، فالمشيئة على هذا راجعة إلى القول لا إلى الفعل ، ومعناها إباحة القول بالإذن فيه ، حكى ذلك الزمخشري ، وحكاه ابن عطية ، وقال إنه من الفساد بحيث كان الواجب ألا يحكي . * ( واذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) * . قال ابن عباس :
الإشارة بذلك إلى الاستثناء ، أي استثن بعد مدة إذا نسيت الاستثناء أولا ، وذلك على مذهبه ، فإن الاستثناء في اليمين ينفع بعد سنة ، وأما مذهب مالك والشافعي فإنه لا ينفع إلا إن كان متصلا باليمين ، وقيل معنى الآية : اذكر ربك إذا غضبت ، وقيل اذكر إذا نسيت شيئا ليذكرك ما نسيت ، والظاهر أن المعنى اذكر ربك إذا نسيت ذكره أي إرجع إلى الذكر إذا غفلت عنه ، واذكره في كل حال ، ولذلك قالت عائشة رضي اللَّه عنها :
كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يذكر اللَّه على كل أحيانه * ( وقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً ) * هذا كلام أمر النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يقوله ، والإشارة بهذا إلى خبر أصحاب الكهف ، أي عسى اللَّه أن يؤتيني من الآيات والحجج ما هو أعظم في الدلالة على نبوّتي ، من خبر أصحاب الكهف اللفظ يقتضي أن المعنى : يعني أن يوقفني اللَّه تعالى من العلوم والأعمال الصالحات لما هو أرشد من خبر أصحاب أهل الكهف وأقرب إلى اللَّه ، وقيل : إن الإشارة بهذا إلى المنسي أي إذا نسيت شيئا فقل عسى أن يهديني اللَّه إلى

463

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست