نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 460
ومما يبعد ذلك ما روي أن معاوية مر عليهم وأراد الدخول إليهم ، ولم يدخل معاوية الأندلس قط ، وأيضا فإن الموتى التي في غار لوشة يراهم الناس ، ولم يدرك أحد منهم الرعب ، الذي ذكر اللَّه في أصحاب الكهف * ( فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ ) * عبارة عن إلقاء النوم عليهم ، وقال الزمخشري : المعنى ضربنا على آذانهم حجابا ثم حذف هذا المفعول * ( سِنِينَ عَدَداً ) * أي كثيرة * ( ثُمَّ بَعَثْناهُمْ ) * أي أيقظناهم من نومهم * ( لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً ) * أي لنعلم علما يظهر في الوجود ، لأن اللَّه قد كان علم ذلك ، والمراد ، بالحزبين الذين اختلفوا في مدة لبثهم ، فالحزب الواحد : أصحاب الكهف والحزب الآخر القوم الذين بعث اللَّه أصحاب الكهف في مدتهم وقيل : إن الحزبين معا أصحاب الكهف إذ كان بعضهم قد قال : لبثنا يوما أو بعض يوم ، وقال بعضهم : ربكم أعلم بما لبثتم ، وأحصى فعل ماض ، وأمدا مفعول به ، وقيل : أحصى اسم للتفضيل ، وأمدا تمييز ، وهذا ضعيف ، لأن أفعل من التي للتفضيل لا يكون من فعل رباعي إلا في الشاذ . * ( وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ ) * أي قوينا عزمهم وألهمناهم الصبر ، يحتمل أن يريد قيامهم من النوم بين يدي الملك الكافر لما آمنوا ولم يبالوا به * ( لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً ) * أي لو دعونا من دونه إلها لقلنا قولا شططا ، والشطط الجور والتّعدي * ( لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ ) * تحضيض بمعنى التعجيز ، أنهم لا يأتون بحجة بينة على عبادة غير اللَّه * ( وإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ ) * خطاب من بعضهم لبعض حين عزموا على الفرار بدينهم * ( وما يَعْبُدُونَ ) * عطف على المفعول في اعتزلتموهم : أي تركتموهم وتركتم ما يعبدون * ( إِلَّا اللَّه ) * أي ما يعبدون من دون اللَّه ، وإلا هنا بمعنى غير ، وهذا استثناء متصل إن كان قومهم يعبدون اللَّه ويعبدون معه غيره ، ومنقطع إن كانوا لا يعبدون اللَّه ، وفي مصحف ابن مسعود « وما يعبدون من دون اللَّه » * ( فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ) * هذا الفعل هو العامل في إذ اعتزلتموهم ، والمعنى أن بعضهم قال لبعض إذا فارقنا الكفار فلنجعل الكهف لنا مأوى ، ونتكل على اللَّه فهو يرحمنا ويرفق بنا * ( مِرفَقاً ) * بفتح الميم وكسرها ما يرتفق به وينتفع * ( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ ) * قيل : هنا كلام محذوف تقديره فأوى القوم إلى الكهف ومكثوا فيه ، وضرب اللَّه على آذانهم ، ومعنى تزاور تميل وتزوغ ، ومعنى :
460
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 460