نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 454
والمصاحف ، وهذه الآية متصلة المعنى بقوله : * ( وما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) * : أي في قدرتنا أن نذهب بالذي أوحينا إليك فلا يبقى عندك شيء من العلم * ( وَكِيلًا ) * أي من يتوكل بإعادته وردّه بعد ذهابه * ( إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ) * يحتمل أن يكون استثناء متصلا ، فمعنى أن رحمة ربك ترد القرآن بعد ذهابه لو ذهب ، أو استثناء منقطعا بمعنى أن رحمة ربك تمسكه عن الذهاب . * ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ والْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِه ) * عجز الخلق عن الإتيان بمثله لما تضمنه من العلوم الإلهية ، والبراهين الواضحة والمعاني العجيبة التي لم يكن الناس يعلمونها ، ولا يصلون إليها ، ثم جاءت فيه على الكمال ، وقال أكثر الناس : إنهم عجزوا عنه لفصاحته وحسن نظمه . ووجوه إعجازه كثيرة قد ذكرنا في غير هذا منها خمسة عشر وجها * ( ظَهِيراً ) * أي معينا * ( ولَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ) * أي بينا لهم كل شيء من العلوم النافعة ، والبراهين القائمة ، والحجج الواضحة ، وهذا يدل على إن إعجاز القرآن بما فيه من المعاني والعلوم كما ذكرنا * ( فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً ) * الكفور : الجحود ، وانتصب بقوله أبى لأنه في معنى النفي * ( وقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً ) * [1] الذين قالوا هذا القول هم أشراف قريش طلبوا من النبي صلَّى اللَّه تعالى عليه على اله وسلَّم أنواعا من خوارق العادات ، وهي التي ذكرها اللَّه في هذه الآية ، وقيل : إن الذي قاله عبد اللَّه بن أبي أمية بن المغيرة ، وكان ابن عمة النبي صلَّى اللَّه تعالى عليه على اله وسلَّم ، ثم أسلم بعد ذلك والينبوع العين ، قالوا له : إن مكة قليلة الماء ففجر لنا فيها عينا من الماء * ( أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً ) * إشارة إلى قوله تعالى : إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ ) * ، وكسفا بفتح السين [2] جمع كسفة وهي القطعة ، وقرئ بالإسكان : أي قطعا واحدا * ( قَبِيلًا ) * قيل معناه مقابلة ومعاينة وقيل : ضامنا شاهدا بصدقك ، والقبالة في اللغة : الضمان * ( بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ ) * أي من ذهب * ( قُلْ سُبْحانَ رَبِّي ) * تعجب من اقتراحاتهم ، أو تنزيه للَّه عن قولهم : تأتي باللَّه ، وعن أن