نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 453
وقيل : « هو عطف على الصلاة » وقيل : مفعول بفعل مضمر تقديره : اقرأ قرآن الفجر ، وإنما عبر عن صلاة الصبح بقرآن الفجر ، لأن القرآن فيها أكثر من غيرها لأنها تصلَّى بسورتين طويلتين * ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) * أي تشهده ملائكة الليل والنهار ، فيجتمعون فيه إذ تصعد ملائكة الليل وتنزل ملائكة النهار * ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِه نافِلَةً لَكَ ) * لما أمر بالفرائض أمر بعدها بالنوافل ، ومن للتبعيض ، والضمير في به للقرآن والتهجد السهر وهو ترك الهجود ، ومعنى الهجود : النوم فالتفعل هنا للخروج عن الشيء كالتحرج والتأثم : في الخروج عن الإثم والحرج * ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) * يعنى الشفاعة يوم القيامة ، وانتصب مقاما على الظرف * ( وقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) * الآية : المدخل : دخوله إلى المدينة ، والمخرج خروجه من مكة ، وقيل : المدخل في القبر ، والمخرج إلى البعث ، واختار ابن عطية أن يكون على العموم في جميع الأمور * ( سُلْطاناً نَصِيراً ) * قيل : معناه حجة تنصرني بها ويظهر بها صدقي ، وقيل : قوة ورئاسة تنصرني بها على الأعداء وهذا أظهر * ( وقُلْ جاءَ الْحَقُّ وزَهَقَ الْباطِلُ ) * الحق الإيمان والباطل الكفر * ( ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ) * من للتبعيض ، أو لبيان الجنس ، والمراد بالشفاء أنه يشفي القلوب من الريبة والجهل ، ويحتمل أن يريد نفعه من الأمراض بالرقيا به والتعويذ * ( وإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الإِنْسانِ ) * الآية : المراد بالإنسان هنا الجنس ، لأن ذلك من سجية الإنسان ، وقيل : إنما يراد الكافر لأنه هو الذي يعرض عن اللَّه * ( ونَأى بِجانِبِه ) * أي بعد ، وذلك تأكيد وبيان للإعراض ، وقرأ ابن عامر ناء وهو بمعنى واحد * ( كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِه ) * أي مذهبه وطريقته التي تشاكله . * ( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ) * السائلون اليهود ، وقيل : قريش بإشارة اليهود ، والروح هنا عند الجمهور هو الذي في الجسم ، وقد يقال فيه : النفس وقيل : الروح هنا جبريل ، وقيل : القرآن ، والأول هو الصواب لدلالة ما بعده على ذلك * ( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) * أي من الأمور التي استأثر اللَّه بها ولم يطلع عليها خلقه ، وكانت اليهود قد قالت لقريش اسألوه عن الروح ، فإن لم يجبكم فيه بشيء فهو نبيّ ، وذلك أنه كان عندهم في التوراة أن الروح مما انفرد اللَّه بعلمه ، وقال ابن بريدة : لقد مضى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وما يعرف الروح ، ولقد كثر اختلاف الناس في النفس والروح ، وليس في أقوالهم في ذلك ما يعول عليه * ( وما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) * خطاب عام لجميع الناس ، لأن علمهم قليل بالنظر إلى علم اللَّه . وقيل : خطاب لليهود خاصة ، والأول أظهر ، لأن فيه إشارة إلى أنهم لا يصلون إلى العلم بالروح * ( ولَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) * أي إن شئنا ذهبنا بالقرآن فمحوناه من الصدور
453
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 453