نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 452
سبيلا ، لأنه حينئذ لا ينفعه الاهتداء ، ويجوز في أعمى الثاني : أن يكون صفة للأول ، وأن يكون من الأفعال التي للتفضيل ، وهذا أقوى لقوله وأضل سبيلا فعطف أضل الذي هو من أفعل من كذا على ما هو شبهه ، قال سيبويه . لا يجوز أن يقال : هو أعمى من كذا ، ولكن إنما يمتنع ذلك في عمى البصر ، لا في عمى القلب * ( وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) * الآية : سببها أن قريشا قالوا للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : اقبل بعض أمرنا ونقبل بعض أمرك ، وقيل : إن ثقيفا طلبوا من النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يؤخرهم بعد إسلامهم سنة يعبدون فيها اللات والعزى ، والآية على هذا القول مدنية * ( لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَه ) * الافتراء هنا يراد به المخالفة لما أوحى إليه من القرآن وغيره * ( وإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ) * أي لو فعلت ما أرادوا منك لاتخذوك خليلا * ( ولَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا ) * لولا تدل على امتناع شيء لوجود غيره ، فدلت هنا على امتناع مقاربة النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الركون إليهم لأجل تثبيت اللَّه له وعصمته ، وكدت تقتضي نفي الركون ، لأن معنى كاد فلان يفعل كذا أي : أنه لم يفعله فانتفى الركون إليهم ومقاربته ، فليس في ذلك نقص من جانب النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، لأن التثبيت منعه من مقاربة الركون ، ولو لم يثبته اللَّه لكانت مقاربته للركون إليهم شيئا قليلا ، وأما منع التثبيت فلم يركن قليلا ولا كثيرا ، ولا قارب ذلك * ( إِذاً لأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وضِعْفَ الْمَماتِ ) * أي عذابهما لو فعل ذلك . * ( وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ ) * الضمير لقريش ، كانوا قد هموا أن يخرجوا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من مكة ، وذلك قبل الهجرة ، فالأرض هنا يراد بها مكة لأنها بلده وإذا لا يلبثون خلفك إلا قليلا [1] أي لو أخرجوك لم يلبثوا بعد خروجك بمكة إلا قليلا ، فلما خرج النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مهاجرا من مكة إلى المدينة لأجل إذاية قريش له ولأصحابه ، لم يبقوا بعد ذلك إلا قليلا ، وقتلوا يوم بدر * ( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا ) * انتصب سنة على المصدر ، ومعناه العادة أي هذه عادة اللَّه مع رسله . * ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وقُرْآنَ الْفَجْرِ ) * هذه الآية إشارة إلى الصلوات المفروضة ، فدلوك الشمس زوالها ، والإشارة إلى الظهر والعصر ، وغسق الليل ظلمته وذلك إشارة إلى المغرب والعشاء ، وقرآن الفجر صلاة الصبح ، وانتصب قرآن الفجر بالعطف على موضع اللام في قوله لدلوك الشمس ، فإن اللام فيه ظرفية بمعنى علم ، [ كذا ]
[1] . قرأ نافع وابن كثير وأبو عمر وأبو بكر : خلفك . والباقون : خلافك .
452
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 452