responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 449


بدل من الضمير في يبتغون أي يبتغي الوسيلة من هو أقرب منهم ، فكيف بغيره أو ضمّن معنى يحرصون فكأنه قيل : يحرصون أيهم يكون أقرب إلى اللَّه بالاجتهاد في طاعته ، ويحتمل أن يكون المعنى أنهم يتوسلون بأيهم أقرب إلى اللَّه * ( مَحْذُوراً ) * من الحذر وهو الخوف .
* ( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ ) * يحتمل هذا الهلاك وجهين :
أحدهما أن يكون بالموت والفناء الذي لا بد منه ، والآخر أن يكون بأمر من اللَّه يأخذ المدينة دفعة فيهلكها ، وهذا أظهر ، لأن الأول معلوم لا يفتقر إلى الإخبار به ، والهلاك والتعذيب المذكوران في الآية هما في الحقيقة لأهل القرى أي مهلكو أهلها أو معذبوهم ، وروي أن هلاك مكة بالحبشة ، والمدينة بالجوع ، والكوفة بالترك ، والأندلس بالخيل ، وسئل الأستاذ أبو جعفر بن الزبير عن غرناطة ، فقال : أصابها العذاب يوم قتل الموحدين بها في ثورة ابن هود [1] ، وأما هلاك قرطبة وأشبيليه وطيطله وغيرها بأخذ الروم لها * ( فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً ) * يعنى اللوح المحفوظ * ( وما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ ) * الآيات يراد بها هنا التي يقترحها الكفار فإذا رأوها ولم يؤمنوا أهلكم اللَّه . وسبب الآية أن قريشا اقترحوا على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يجعل لهم [ صخرة ] الصفا ذهبا ، فأخبر اللَّه أنه لم يفعل ذلك لئلا يكذبوا فيهلكوا ، وعبر بالمنع عن ترك ذلك ، وأن نرسل في موضع نصب وأن كذب في موضع رفع ، ثم ذكر ناقة ثمود تنبيها على ذلك لأنهم اقترحوها وكانت سبب هلاكهم ، ومعنى مبصرة : بينة واضحة الدلالة * ( وما نُرْسِلُ بِالآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً ) * إن أراد بالآيات هنا المقترحة فالمعنى أنه يرسل بها تخويفا من العذاب العاجل وهو الإهلاك ، وإن أراد المعجزات غير المقترحة ، فالمعنى أنه يرسل بها تخويفا من عذاب الآخرة ، ليراها الكافر فيؤمن ، وقيل : المراد بالآيات هنا الرعد والزلازل والكسوف وغير ذلك من المخاوف .
* ( وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ ) * المعنى اذكر إذ أوحينا إليك أن ربك أحاط بقريش يعنى بشرناك بقتلهم يوم بدر وذلك قوله : سيهزم الجمع ويولون الدبر [ القمر : 45 ] ، وإنما قال : أحاط بلفظ الماضي وهو لم يقع لتحقيقه وصحة وقوعه بعد ، وقيل : المعنى أحاط بالناس في منعك وحمايتك منهم كقوله : واللَّه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) * [ المائدة : 67 ] * ( وما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) * اختلف في هذه الرؤيا فقيل : إنها الإسراء ،



[1] . سقطت غرناطة وخرج الإسلام نهائيا من الأندلس عام 1492 م والأسباب معروفة ولا حول ولا قوة إلا باللَّه .

449

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست