responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 436


يُلْحِدُونَ إِلَيْه أَعْجَمِيٌّ ) * اللسان هنا بمعنى اللغة والكلام ، ويلحدون من ألحد إذا مال ، وقرئ [1] بفتح الياء من لحد ، وهما بمعنى واحد ، وهذا ردّ عليهم فإن الشخص الذي أشاروا إليه يعلمه أعجمي اللسان وهذا القرآن عربي في غاية الفصاحة فلا يمكن أن يأتي به أعجمي .
* ( إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّه لا يَهْدِيهِمُ اللَّه ) * هذا في حق من علم اللَّه منه أنه لا يؤمن كقوله : إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ) * [ يونس : 96 ] ، فاللفظ عام يراد به الخصوص ، كقوله : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ ) * [ البقرة : 6 ] ، وقال ابن عطية : المعنى إن الذين لا يهديهم اللَّه لا يؤمنون باللَّه ، ولكنه قدم في هذا الترتيب وأخر ، تهكما لتقبيح أفعالهم * ( إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّه ) * ردّ على قولهم : إنما أنت مفتر يعنى : إنما يليق الكذب بمن لا يؤمن لأنه لا يخاف اللَّه ، وأما من يؤمن باللَّه فلا يكذب عليه * ( وأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ ) * الإشارة إلى الذين لا يؤمنون باللَّه : أي هم الذين عادتهم الكذب لأنهم لا يبالون بالوقوع في المعاصي ، ويحتمل أن يكون الكذب المنسوب إليهم قولهم إنما أنت مفتر * ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّه ) * الآية : من شرطية في موضع رفع بالابتداء ، وكذلك من في قوله من شرح ، لأنه تخصيص من الأول ، وقوله : فعليهم غضب : جواب عن الأولى والثانية ، لأنهم بمعنى واحد أو يكون جوابا للثانية ، وجواب الأولى محذوف يدل عليه جواب الثانية ، وقيل : من كفر بدل من الذين لا يؤمنون أو من المبتدأ في قوله أولئك هم الكاذبون ، أو من الخبر * ( إِلَّا مَنْ أُكْرِه ) * استثنى من قوله من كفر ، وذلك أن قوما ارتدوا عن الإسلام ، فنزلت فيهم الآية ، وكان فيهم من أكره على الكفر فنطق بكلمة الكفر ، وهو يعتقد الإيمان منهم عمار بن ياسر ، وصهيب ، وبلال فعذرهم اللَّه .
روى أن عمار بن ياسر شكا إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ما صنع به من العذاب وما تسامح به من القول ، فقال له رسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه وعلى اله وسلَّم : كيف تجد قلبك ؟ قال أجده مطمئنا بالإيمان ، قال فأجبهم بلسانك ، فإنه لا يضرك ، وهذا الحكم في من أكره بالنطق على الكفر ، وأما الإكراه على فعل هو كفر كالسجود للصنم فاختلف هل تجوز الإجابة إليه أم لا ؟ فأجازه الجمهور ، ومنعه قوم وكذلك قال مالك : لا يلزم المكره يمين ولا طلاق ولا عتق ولا شيء فيما بينه وبين اللَّه ، ويلزمه ما كان من حقوق الناس ، ولا تجوز الإجابة إليه كالإكراه على قتل أحد أو أخذ ماله * ( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا ) * الإشارة إلى العذاب ، والباء للتعليل ، فعلل عذابهم بعلتين : أحدهما إيثارهم الحياة الدنيا ، والأخرى أن اللَّه



[1] . قرأ حمزة والكسائي : تلحدون والباقون : يلحدون بالرفع .

436

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست