responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 434


في القول للمعبودين والمعنى أنهم كذبوهم في قولهم أنهم كانوا يعبدونهم ، كقولهم : ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ ) * [ يونس : 28 ] فإن قيل : كيف كذبوهم وهم قد كانوا يعبدونهم ؟ فالجواب أنهم لما كانوا غير راضين بعبادتهم ، فكأن عبادتهم لم تكن عبادة ، ويحتمل أن يكون تكذيبهم لهم في تسميتهم شركاء للَّه ، لا في العبادة * ( وأَلْقَوْا إِلَى اللَّه يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ) * أي استسلموا له وانقادوا * ( زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ ) * روي أن الزيادة في العذاب هي حيات وعقارب كالبغال تلسعهم * ( إِنَّ اللَّه يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإِحْسانِ ) * يعنى بالعدل : فعل الواجبات ، وبالإحسان : المندوبات ، وذلك في حقوق اللَّه تعالى وفي حقوق المخلوقين ، قال ابن مسعود :
هذه أجمع آية في كتاب اللَّه تعالى * ( وإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى ) * الإيتاء مصدر آتى بمعنى أعطى ، وقد دخل ذلك في العدل والإحسان ، ولكنه جرده بالذكر اهتماما به * ( ويَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ ) * قيل : يعنى الزنا ، واللفظ أعم من ذلك * ( والْمُنْكَرِ ) * هو أعم من الفحشاء ، لأنه يعم جميع المعاصي * ( والْبَغْيِ ) * يعنى الظلم * ( ولا تَنْقُضُوا الأَيْمانَ ) * هذا في الإيمان التي في الوفاء بها خير ، وأما ما كان تركه أولى ، فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير منه ، كما جاء في الحديث ، أو تكون الأيمان هنا ما يحلفه الإنسان في حق غيره ، أو معاهدة لغيره * ( وقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّه عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ) * أي رقيبا ومتكفلا بوفائكم بالعهد ، وقيل : إن هذه الآية نزلت في بيعة النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وقيل : فيما كان بين العرب من حلف في الجاهلية * ( ولا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها ) * شبّه اللَّه من يحلف ولم يف بيمينه بالمرأة التي تغزل غزلا قويا ثم تنقضه .
وروي أنه كان بمكة امرأة حمقاء تسمى ريطة بنت سعد ، كانت تفعل ذلك وبها وقع التشبيه ، وقيل إنما شبه بامرأة غير معينة * ( أَنْكاثاً ) * جمع نكث ، وهو ما ينكث أي ينقض ، وانتصابه على الحال * ( تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ ) * الدخل الدغل ، وهو قصد الخديعة * ( أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ ) * أن في موضع المفعول من أجله : أي بسبب أن تكون أمة ، ومعنى أربى : أكثر عددا أو أقوى ، ونزلت الآية في العرب الذين كانت القبيلة منهم تحالف الأخرى ، فإذا جاءها قبيلة أقوى منها غدرت بالأولى وحالفت الثانية ، وقيل :
الإشارة بالأربى هنا إلى كفّار قريش إذ كانوا حينئذ أكثر من المسلمين * ( إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّه

434

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست