responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 431


إنما تتخذ بيوتا في بعض الجبال ، وبعض الشجر ، وبعض الأماكن ، وعرش معناه هيأ أو بنى ، وأكثر ما يستعمل فيما يكون من الأغصان والخشب * ( ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ ) * عطف كلي على اتخذي ، ومن للتبعض ، وذلك إنها إنما تأكل النوار من الأشجار ، وقيل : المعنى من كل الثمرات التي تشتهيها * ( فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ) * يعني الطرق في الطيران ، وأضافها إلى الرب لأنها ملكه وخلقه * ( ذُلُلًا ) * أي مطيعة منقادة ويحتمل أن يكون حالا من السبل ، قال مجاهد : لم يتوعر قط على النحل طريق ، أو حالا من النحل أي منقادة لما أمرها اللَّه به * ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ ) * يعني العسل * ( مُخْتَلِفٌ أَلْوانُه ) * أي منه أبيض وأصفر وأحمر * ( فِيه شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) * الضمير للعسل ، لأن أكثر الأدوية مستعملة من العسل ، كالمعاجين والأشربة النافعة من الأمراض ، وكان ابن عمر يتداوى به من كل شيء ، فكأنه أخذه على العموم . وعلى ذلك الحديث عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن رجلا جاء إليه ، فقال إن أخي يشتكي بطنه ، فقال اسقه عسلا ، فذهب ثم رجع فقال قد سقيته فما نفع ، قال فاذهب فاسقه عسلا فقد صدق اللَّه وكذب بطن أخيك ، فسقاه فبرأ [1] * ( إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ) * أي إلى أخسه وأحقره ، وهو الهرم . وقيل : حدّه خمسة وسبعون عاما ، وقيل : ثمانون ، والصحيح أنه لا يحصر إلى مدة معينة ، وأنه يختلف بحسب الناس * ( لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً ) * اللام لام الصيرورة أي يصير إذا هرم لا يعلم شيئا بعد أن كان يعلم قبل الهرم ، وليس المراد نفي العلم بالكلية ، بل ذلك عبارة عن قلة العلم لغلبة النسيان ، وقيل : المعنى لئلا يعلم زيادة على علمه شيئا .
* ( وَاللَّه فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ) * الآية في معناها قولان : أحدهما أنها احتجاج على الوحدانية ، كأنه يقول أنتم لا تسوّون بين أنفسكم وبين مماليككم في الرزق ، ولا تجعلونهم شركاء لكم ، فكيف تجعلون عبيدي شركاء لي ، والآخر : أنها عتاب وذم لمن لا يحسن إلى مملوكه حتى يرد ما رزقه اللَّه عليه كما جاء في الحديث : « أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون » [2] والأول أرجح * ( أَ فَبِنِعْمَةِ اللَّه يَجْحَدُونَ ) * الجحد هنا على المعنى الأول إشارة إلى الإشراك باللَّه ، وعبادة غيره ، وعلى المعنى الثاني إشارة إلى جنس المماليك فيما يجب لهم من الإنفاق * ( وَاللَّه جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً ) * يعني الزوجات ،



[1] . رواه البخاري في كتاب الطب ج 7 ص 13 عن أبي سعيد الخدري .
[2] . أخرج أحمد عن أبي ذر بمعناه ج 5 ص 209 وأوله : إخوانكم خولكم . فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل .

431

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست