responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 429


على وجه التهديد لقوله بعد : فتمتعوا فسوف تعلمون ، فعلى هذا يبتدئ بها ، وقيل : هي لام العاقبة ، فعلى هذا توصل بما قبلها لأنها في الأصل لام كي ، وذلك بعيد في المعنى ، والكفر هنا يحتمل أن يريد به كفر النعم لقوله : بما آتيناهم ، أو كفر الجحود والشرك لقوله :
بربهم يشركون * ( فَتَمَتَّعُوا ) * يريد التمتع في الدنيا ، وذلك أمر على وجه التهديد * ( وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ ) * الضمير في يجعلون لكفار العرب فإنهم كانوا يجعلون للأصنام نصيبا من ذبائحهم وغيرها ، والمراد بقوله لما لا يعلمون الأصنام ، والضمير في لا يعلمون للكفار أي لا يعلمون ربوبيتهم ببرهان ولا بحجة ، وقيل : الضمير في لا يعلمون للأصنام أي الأشياء غير عالمة وهذا بعيد * ( ويَجْعَلُونَ لِلَّه الْبَناتِ ) * إشارة إلى قول الكفار : إن الملائكة بنات اللَّه ، ثم نزه تعالى نفسه عن ذلك بقوله * ( سُبْحانَه ولَهُمْ ما يَشْتَهُونَ ) * المعنى أنهم يجعلون لأنفسهم ما يشتهون يعني بذلك الذكور من الأولاد ، وأما الإعراب فيجوز أن يكون ما يشتهون مبتدأ وخبره المجرور قبله ، وأن يكون مفعولا بفعل مضمر تقديره :
ويجعلون لأنفسهم ما يشتهون ، وأن يكون معطوفا على البنات على أن هذا يمنعه البصريون ، لأنه من باب ضربتني وكان يلزم عندهم أن يقال لأنفسهم .
* ( وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثى ظَلَّ وَجْهُه مُسْوَدًّا وهُوَ كَظِيمٌ ) * إخبار عن حال العرب في كراهتهم البنات ، وظل هنا يحتمل أن تكون على بابها ، أو بمعنى صار ، والسواد عبارة عن العبوس والغم ، وقد يكون معه سواد حقيقة ، وكظيم قد ذكر في [ يوسف : 84 ] * ( يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ ) * أي يستخفي من أجل سوء ما بشر به * ( أَ يُمْسِكُه عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّه فِي التُّرابِ ) * المعنى يدبر وينظر هل يمسك الأنثى التي بشر بها على هوان وذل لها ، أو يدفنها في التراب حية ، وهي الموؤودة ، وهذا معنى يدسه في التراب * ( مَثَلُ السَّوْءِ ) * أي صفة السوء من الحاجة إلى الأولاد وغير ذلك من الافتقار والنقص * ( ولِلَّه الْمَثَلُ الأَعْلى ) * أي الوصف الأعلى من الغنى عن كل شيء ، والنزاهة عن صفات المخلوقين * ( ولَوْ يُؤاخِذُ ) * يعني لو يعاقبهم في الدنيا * ( بِظُلْمِهِمْ ) * أي بكفرهم ومعاصيهم * ( ما تَرَكَ عَلَيْها ) * الضمير للأرض * ( مِنْ دَابَّةٍ ) * يعم بني آدم وغيرهم وهذا يقتضي أن تهلك الحيوانات بذنوب بني آدم ، وقد ورد ذلك في الأثر ، وقيل : يعني بني آدم خاصة * ( ويَجْعَلُونَ لِلَّه ما يَكْرَهُونَ ) * يعني البنات * ( أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى ) * أن بدل من الكذب ، والحسنى هنا قيل : هي الجنة ، وقيل : ذكور الأولاد * ( وأَنَّهُمْ

429

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست