responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 427


المدينة كانت بعدها ، وقيل : نزلت في أبي جندل بن سهيل وخبره مذكور في السير في قصة الحديبية ، وهذا بعيد لأن السورة نزلت قبل ذلك * ( لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ) * وعد أن ينزلهم بقعة حسنة ، وهي المدينة التي استقروا بها ، وقيل : إن حسنة صفة لمصدر أي نبوئنهم تبوئة حسنة وقرئ لنثوبنهم بالثاء من الثواب * ( الَّذِينَ صَبَرُوا ) * وصف للذين هاجروا ، ويحتمل إعرابه أن يكون نعتا أو على تقدير : هم الذين أو مدح الذين * ( إِلَّا رِجالًا ) * ردّ على من استبعد أن يكون الرسول من البشر * ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) * يعني أحبار اليهود والنصارى ، أي لأن جميعهم يشهدون أن الرسول من البشر * ( بِالْبَيِّناتِ والزُّبُرِ ) * يتعلق بأرسلنا الذي في أول الآية على التقديم والتأخير في الكلام ، أو بأرسلنا مضمرا وبيوحي أو بتعلمون .
* ( أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ ) * يعني القرآن * ( لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) * يحتمل أن يريد لتبين القرآن بسردك نصه وتعليمه للناس ، أو لتبين معانيه بتفسير مشكله ، فيدخل في هذا ما بينته السنة من الشريعة * ( أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ ) * يعني : كفار قريش عند جمهور المفسرين ، والسيئات تحتمل وجهين : أحدهما : يريد به الأعمال السيئات أي المعاصي فيكون : مكروا يتضمن معنى عملوا ، والآخر أن يريد بالمكرات السيئات مكرهم بالنبي صلى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم فيكون المكر على بابه * ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ ) * يعني في أسفارهم * ( فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ ) * أي بمفلتين حيث وقع * ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ ) * فيه وجهان أحدهما : أن معناه على تنقص أي ينتقص أموالهم وأنفسهم شيئا بعد شيء ، حتى يهلكوا من غير أن يهلكهم جملة واحدة ، ولهذا أشار بقوله : * ( فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) * ، لأن الأخذ هكذا أخف من غيره ، وقد كان عمر بن الخطاب أشكل عليه معنى التخوف في الآية ، حتى قال له رجل من هذيل : التخوف التنقص في لغتنا ، والوجه الثاني : أنه من الخوف أي يهلك قوما قبلهم فيتخوّفوا هم ذلك ، فيأخذهم بعد أن توقعوا العذاب وخافوه ، ذلك خلاف قوله : وهم لا يشعرون * ( أَ ولَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللَّه مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُه ) * معنى الآية اعتبار بانتقال الظل ، ويعني بقوله : ما خلق اللَّه من شيء : الأجرام التي لها ظلال من الجبال والشجر والحيوان وغير ذلك ، وذلك أن الشمس من وقت طلوعها إلى وقت الزوال يكون ظلها إلى جهة ، ومن الزوال إلى الليل إلى جهة أخرى ، ثم يمتدّ الظل ويعم بالليل إلى طلوع الشمس ، وقوله : يتفيأ من الفيء وهو الظل الذي يرجع ، بعكس ما كان

427

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست