نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 410
قوله : وعلى اللَّه فليتوكل المؤمنون راجع إلى ما تقدم من طلب الكفار بسلطان مبين أي حجة ظاهره ، فتوكل الرسل في ورودها على اللَّه ، وأما قوله : فليتوكل المتوكلون فهو راجع إلى قولهم : ولنصبرن على ما آذيتمونا أي : نتوكل على اللَّه في دفع أذاكم . وقال الزمخشري : إن هذا الثاني في معنى الثبوت على التوكل * ( أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا ) * أو هنا بمعنى إلا أن ، أو على أصلها ، لوقوع أحد الشيئين ، والعود هنا بمعنى الصيرورة ، وهو كثير في كلام العرب ولا يقتضي أن الرسل ، كانوا في ملة الكفار قبل ذلك * ( خافَ مَقامِي ) * فيه ثلاثة أوجه : هنا وفي ولمن خاف مقام ربه في [ الرحمن : 46 ] فالأول أن معناه مقام الحساب في القيامة والثاني : أن معناه قيام اللَّه على عباده بأعمالهم والثالث : أن معناه خافني وخاف ربه ، على إقحام المقام أو على التعبير به عن الذات * ( واسْتَفْتَحُوا ) * الضمير للرسل أي استنصروا باللَّه وأصله طلب الفتح وهو الحكم * ( جَبَّارٍ ) * أي قاهر أو متكبر * ( عَنِيدٍ ) * مخالف للانقياد * ( مِنْ وَرائِه ) * في الموضعين والوراء هنا بمعنى ما يستقبل من الزمان ، وقيل : معناه هنا أمامه وهو بعيد * ( ويُسْقى ) * معطوف على محذوف تقديره من ورائه جهنم يلقى فيها ويسقى ، وإنما ذكر هذا السقي تجريدا بعد ذكر جهنم ، لأنه من أشد عذابها * ( يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ يُسِيغُه ) * أي يتكلف جرعه وتصعب عليه إساغته ، ونفي كاد يقتضي وقوع الإساغة بعد جهد ، ومعنى يسيغه يبتلعه * ( ويَأْتِيه الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ ) * أي يجد الماء مثل ألم الموت وكربته من جميع الجهات * ( وما هُوَ بِمَيِّتٍ ) * أي لا يراح بالموت . * ( مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) * مذهب سيبويه والفراء فيه كقولهما في : مثل الجنة التي في الرعد والقتال ، والخبر عند سيبويه محذوف تقديره : فيما يتلى عليكم والخبر عند الفراء الجملة التي بعده ، والمثل هنا بمعنى الشبيه * ( أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ ) * تشبيها بالرماد في ذهابها وتلاشيها * ( فِي يَوْمٍ عاصِفٍ ) * أي شديد الريح والعصوف في الحقيقة من صفة الريح * ( لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ) * أي لا يرون له منفعة * ( وَبَرَزُوا لِلَّه ) * أي ظهروا ، ومعنى الظهور هنا خروجهم من القبور ، وقيل : معناه صاروا بالبراز [1] ، وهي الأرض المتسعة * ( تَبَعاً ) * جمع
[1] . هكذا وردت في الطبري وفي القاموس المحيط بمعنى الفضاء .
410
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 410