نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 409
ويحتمل أن تكون الزيادة من خير الدنيا أو من الثواب في الآخرة أو منهما * ( ولَئِنْ كَفَرْتُمْ ) * يحتمل أن يريد كفر النعم أو الكفر بالإيمان والأول أرجح لمقابلته بالشكر * ( لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّه ) * عبارة عن كثرتهم كقوله : وقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً ) * [ الفرقان : 38 ] * ( فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ ) * فيه ثلاثة أقوال : أحدها أن الضمائر لقوم الرسل ، والمعنى أنهم ردوا أيديهم في أفواه أنفسهم غيظا من الرسل كقوله : عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ، أو استهزاء وضحكا : كمن غلبه الضحك فوضع يده على فمه ، والثاني : أن الضمائر لهم ، والمعنى أنهم ردوا أيديهم في أفواه أنفسهم إشارة على الأنبياء بالسكوت ، والثالث : أنهم ردوا أيديهم في أفواه الأنبياء تسكيتا لهم ، وردا لقولهم * ( أَ فِي اللَّه شَكٌّ ) * المعنى أفي وجود اللَّه شك أو أفي إلهيته شك ، وقيل : في وحدانيته ، والهمزة للتقرير والتوبيخ لأنه لا يحتمل الشك لظهور الأدلة ، ولذلك وصفه بعد بقوله : فاطر السماوات والأرض * ( مِنْ ذُنُوبِكُمْ ) * قيل : إن من زائدة ، ومنع سيبويه زيادتها في الواجب وهي عنده للتبعيض ، ومعناه أن يغفر للكافر إذا أسلم ما تقدم من ذنبه قبل الإسلام ، ويبقى ما يذنب بعده في المشيئة ، فوقعت المغفرة في البعض ولم يأت في القرآن غفران بعض الذنوب إلا للكافر كهذا الموضع ، والذي في الأحقاف وسورة نوح وجاء للمؤمنين بغير من كالذي في الصف * ( ويُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) * قال الزمخشري وأهل مذهبه من المعتزلة : معناه يؤخركم إن آمنتم إلى آجالكم ، وإن لم تؤمنوا عاجلكم بالهلاك قبل ذلك الوقت ، وهذا بناء على قولهم بالأجلين ، وأهل السنة يأبون هذا ، فإن الأجل قبل ذلك الوقت ، وهذا بناء على قولهم بالأجلين ، وأهل السنة يأبون هذا ، فإن الأجل عندهم واحد محتوم ، * ( قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا ) * يحتمل أن يكون قولهم استبعادا لتفضيل بعض البشر على بعض بالنبوة ، أو يكون إحالة لنبوة البشر ، والأول أظهر لطلبهم البرهان في قولهم : فأتونا بسلطان مبين ولقول الرسل : ولكن اللَّه يمن على من يشاء من عباده أي : بالتفضيل بالنبوة * ( وما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّه ) * والمعنى أي شيء يمنعنا من التوكل على اللَّه * ( وعَلَى اللَّه فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) * إن قيل لم كرر الأمر ؟ فالجواب عندي أن
409
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 409