نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 405
التعجب منهم لما طلبوا آية ، أي قد جاءكم محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالقرآن وآيات كثيرة فعميتم عنها ، وطلبتم غيرها وتماديتم على الكفر ، لأنّ اللَّه يضل من يشاء مع ظهور الآيات ، وقد يهدي من يشاء دون ذلك * ( الَّذِينَ آمَنُوا وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّه ) * بدل من من أناب ، أو خبر ابتداء مضمر والذين آمنوا وعملوا الصالحات بدل ثان ، أو مبتدأ * ( طُوبى ) * مصدر من طاب كبشرى ومعناها أصابت خيرا وطيبا ، وقيل : هي شجرة في الجنة ، وإعرابها مبتدأ . * ( كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ ) * الكاف تتعلق بالمعنى الذي في قوله : يضل من يشاء ويهدي من يشاء * ( وهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ ) * قيل : إنها نزلت في أبي جهل ، وقيل نزلت في قريش حين عاهدهم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عام الحديبية ، فكتب الكاتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، فقال قائلهم : نحن لا نعرف الرحمن ، وهذا ضعيف ، لأن الآية نزلت قبل ذلك ولأن تلك القصة إنما أنكروا فيها التسمية فقط ، ومعنى الآية : أنهم يكفرون باللَّه مع تلاوة القرآن عليهم * ( مَتابِ ) * مفعل من التوبة وهو اسم مصدر * ( ولَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِه الْجِبالُ ) * الآية : جواب لو محذوف تقديره : لو أن قرآنا على هذه الصفة من تسيير الجبال ، وتقطيع الأرض وتكليم الموتى لم يؤمنوا به ، فالمعنى كقوله : لا يؤمنوا ولو جاءتهم كل آية ، وقيل تقديره : ولو أن قرآنا على هذه الصفة لكان هذا القرآن الذي هو غاية في التذكير ونهاية في الإنذار كقوله : لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَه خاشِعاً مُتَصَدِّعاً ) * [ الحشر : 21 ] ، وقيل هو متعلق بما قبله والمعنى ، وهم يكفرون بالرحمن ولو أن قرآنا سيرت به الجبال * ( أَ فَلَمْ يَيْأَسِ ) * معناه أفلم يعلم وهي لغة هوازن * ( ولا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) * يعني كفار قريش * ( قارِعَةٌ ) * يعني مصيبة في أنفسهم وأولادهم وأموالهم ، أو غزوات المسلمين إليهم * ( أَوْ تَحُلُّ ) * الفاعل ضمير القارعة . والمعنى إما إن تصيبهم ، وإما أن تقرب منهم ، وقيل التاء للخطاب ، والفاعل ضمير المخاطب وهو النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، والأول أظهر * ( حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّه ) * هو فتح مكة ، وقيل قيام الساعة . * ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ ) * الآية مقصدها تأنيس وتسلية النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وهكذا حيث وقع * ( فَأَمْلَيْتُ ) * أي أمهلتهم * ( أَ فَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ) * هو اللَّه تعالى أي حفيظ رقيب على عمل كل أحد ، والخبر محذوف تقديره : أفمن هو قائم على كل نفس بما
405
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 405