responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 403


وقضائه فهو عام في الجميع : من شاء منهم ومن أبى ، ويكون طوعا لمن أسلم وكرها لمن كره وسخط ، وإن جعلنا السجود هو المعروف بالجسد ، فيكون لسجود الملائكة والمؤمنين من الإنس والجن طوعا ، وأما الكره فهو سجود المنافق وسجود ظل الكافر * ( وظِلالُهُمْ ) * معطوف على من والمعنى أن الظلال تسجد غدوة وعشية ، وسجودها انقيادها للتصرف بمشيئة اللَّه سبحانه وتعالى * ( قُلِ اللَّه ) * جواب عن السؤال المتقدم ، وهو من رب السماوات والأرض ، وإنما جاء الجواب والسؤال من جهة واحدة ، لأنه أمر واضح لا يمكن جحده ولا المخالفة فيه ، ولذلك أقام به الحجة على المشركين بقوله : أفاتخذتم من دونه أولياء .
* ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمى والْبَصِيرُ ) * الأعمى تمثيل للكافر ، والبصير تمثيل للمؤمن * ( الظُّلُماتُ ) * الكفر * ( والنُّورُ ) * الإيمان ، وذلك كله على وجه التشبيه والتمثيل * ( أَمْ جَعَلُوا لِلَّه شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِه فَتَشابَه الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ) * أم هنا بمعنى بل والهمزة ، وخلقوا صفة لشركاء والمعنى : أن اللَّه وقفهم [ سألهم ] هل خلق شركاؤهم خلقا كخلق اللَّه ، فحملهم ذلك واشتباهه بما خلق اللَّه على أن جعلوا إلها غير اللَّه ؟ ثم أبطل ذلك بقوله : * ( قُلِ اللَّه خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) * فحصل الردّ عليهم * ( أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها ) * الآية : هذا مثل ضربه اللَّه للحق وأهله والباطل وحزبه ، فمثل الحق وأهله بالماء الذي ينزل من السماء فتسيل به الأودية ، وينتفع به أهل الأرض ، وبالذهب والفضة والحديد والصفر [ النحاس ] وغيرها من المعادن التي ينتفع بها الناس ، وشبه الباطل في سرعة اضمحلاله وزواله بالزبد الذي يربى به السيل ويريد تلك المعادن التي يطفو فوقها إذا أذيبت ، وليس في الزبد منفعة ، وليس له دوام * ( بِقَدَرِها ) * يحتمل أن يريد ما قدر لها من الماء ، ويحتمل أن يريد بقدر ما تحتمله على قدر صغرها وكبرها * ( زَبَداً رابِياً ) * الزبد ما يحمله السيل من غثاء ونحوه ، والرابي المنتفخ الذي ربا ومنه الربوة * ( ومِمَّا يُوقِدُونَ ) * المجرور في موضع خبر المقدم ، والمبتدأ زبد مثله : أي ينشأ من الأشياء التي يوقد عليها زبد السيل * ( ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ ) * الذي يوقد عليه ابتغاء الحلي : هو الذهب والفضة ، والذي يوقد عليه ابتغاء متاع هو الحديد والرصاص والنحاس والصفر وشبه ذلك ، والمتاع ما يستمتع الناس به في مرافقهم وحوائجهم * ( يَضْرِبُ اللَّه الْحَقَّ والْباطِلَ ) * أي يضرب أمثال الحق والباطل * ( جُفاءً ) * يجفاه السيل ، أي يرمي به * ( وأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ) * يريد الخالص من الماء ومن تلك الأحجار * ( لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى ) * الذين استجابوا هم المؤمنون ، وهذا استئناف كلام ،

403

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست