نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 401
من نزول ملك معه أو شبه ذلك ، ولم يعتبروا بالقرآن ولا بغيره من الآيات العظام التي جاء بها ، وذلك منهم معاندة * ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) * أي إنما عليك إنذارهم ، وليس عليك أن تأتيهم بآية إنما ذلك إلى اللَّه * ( ولِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) * فيه ثلاثة أقوال : أحدها أن يراد بالهادي اللَّه تعالى ، فالمعنى إنما عليك الإنذار واللَّه هو الهادي لمن يشاء إذا شاء ، والوجه الثاني : أن يريد بالهادي النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فالمعنى إنما أنت نبي منذر ، ولكل قوم هاد من الأنبياء ينذرهم فليس أمرك ببدع ولا مستنكر . الثالث : روي أنها لما نزلت قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : أنا المنذر وأنت يا عليّ الهادي [1] . * ( اللَّه يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى ) * كقوله : يعلم ما في الأرحام ، وهي من الخمس التي لا يعلمها إلا اللَّه ، ويعني يعلم هل هو ذكر أو أنثى ، أو تام أو خداج ، أو حسن أو قبيح ، أو غير ذلك * ( وما تَغِيضُ الأَرْحامُ وما تَزْدادُ ) * معنى تغيض تنقص ، ومعنى تزداد من الزيادة ، وقيل : إن الإشارة بدم الحيض فإنه يقل ويكبر وقيل : للولد فالغيض السقط ، أو الولادة لأقل من تسعة أشهر ، والزيادة إبقاؤه أكثر من تسعة أشهر ، ويحتمل أن تكون ما في قوله : * ( ما تَحْمِلُ ) * و * ( ما تَغِيضُ ) * و * ( ما تَزْدادُ ) * : موصولة أو مصدرية * ( سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ ومَنْ جَهَرَ ) * المعنى إن اللَّه يسمع كل شيء ، فالجهر والإسرار عنده سواء . وفي هذا وما بعده تقسيم ، وهو من أدوات البيان ، فإنه ذكر أربعة أقسام ، وفيه أيضا مطابقة * ( ومَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وسارِبٌ بِالنَّهارِ ) * المعنى سواء عند اللَّه المستخفي بالليل وهو في غاية الاختفاء مع السارب بالنهار ، وهو في غاية الظهور ومعنى السارب : المتصرف في سربه بالفتح : أي في طريقه ووجهه ، والسارب والمستخفي اثنان قصد التسوية بينهما في اطلاع اللَّه عليهما ، مع تباين حالهما ، وقيل : إن المستخفي بالليل والسارب بالنهار : صفتان لموصوف بينهما في اطلاع اللَّه عليهما مع تباين حالهما ، وقيل : إن المستخفي بالليل والسارب بالنهار : صفتان لموصوف واحد يستخفي بالليل ويظهر بالنهار ، ويعضد هذا كونه قال : وسارب ، فعطفه عطف الصفات ولم يقل ومن هو سارب بتكرار من كما قال ، * ( مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ ومَنْ جَهَرَ بِه ) * ، إلا أنّ جعلهما اثنين أرجح ليقابل من أسر القول ومن جهر به ، فيكمل التقسيم إلى أربعة على هذا ، ويكون قوله : * ( وسارِبٌ ) * عطف على الجملة وهو قوله : ومن هو مستخف لا على مستخف وحده * ( لَه مُعَقِّباتٌ ) * المعقبات هنا جماعة الملائكة ، وسميت معقبات لأن بعضهم يعقب بعضا ، والضمير في له يعود على من المتقدّمة ، كأنه قال : لمن أسر ومن جهر ، ولمن استخفى ومن ظهر له معقبات ، وقيل : يعود على اللَّه وهو قول ضعيف لأن الضمائر التي بعده تعود على العبد باتفاق * ( يَحْفَظُونَه ) * صفة للمعقبات ، وهذا الحفظ يحتمل أن يراد