نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 393
بدليل ما بعده * ( وفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) * أي فوق كل عالم من هو أعلم منه من البشر ، أو اللَّه عز وجل * ( قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَه مِنْ قَبْلُ ) * الضمير في قالوا لإخوة يوسف ، وأشاروا إلى يوسف ، ومعنى كلامهم إن يسرق بنيامين ، فقد سرق أخوه يوسف من قبل ، فهذا الأمر إنما صدر من ابني راحيل لا منّا ، وقصدوا بذلك رفع المعرّة عن أنفسهم ، ورموا بها يوسف وشقيقه ، واختلف في السرقة التي رموا بها يوسف على ثلاثة أقوال : الأول أن عمته ربته ، فأراد والده أن يأخذه منها ، وكانت تحبه ولا تصبر عنه ، فجعلت عليه منطقة لها ، ثم قالت إنه أخذها فاستعبدته بذلك وبقي عندها إلى أن ماتت ، والثاني أنه أخذ صنما لجدّه والد أمه فكسره ، والثالث أنه كان يأخذ الطعام من دار أبيه ويعطيه المساكين * ( فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِه ) * قال الزمخشري : الضمير للجملة التي بعد ذلك وهي قوله : أنتم شرّ مكانا ، والمعنى قال في قوله : أنتم شر مكانا وقال ابن عطية : الضمير للحرارة التي وجد في نفسه من قولهم فقد سرق أخ له من قبل وأسر كراهية مقالتهم ثم جاهرهم بقوله أنتم شر مكانا أي لسوء أفعالكم * ( واللَّه أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ ) * إشارة إلى كذبهم فيما وصفوه به من السرقة . * ( إِنَّ لَه أَباً شَيْخاً كَبِيراً ) * استعطافا وكانوا قد أعلموه بشدّة محبة أبيه فيه * ( فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَه ) * على وجه الضمان والاسترهان ، والانقياد ، وهذا هو الأظهر لقوله : معاذ اللَّه أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده * ( مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) * أي أحسنت إلينا فيما فعلت معنا من قبل أو على الإطلاق * ( اسْتَيْأَسُوا ) * أي يئسوا * ( خَلَصُوا نَجِيًّا ) * أي انفردوا عن غيرهم يناجي بعضهم بعضا ، والنجي يكون بمعنى المناجي أو مصدرا * ( قالَ كَبِيرُهُمْ ) * قيل : كبيرهم في السن وهو روبيل ، وقيل كبيرهم في الرأي وهو : شمعون ، وقيل : يهوذا * ( ومِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ ) * تحتمل « ما » وجوها : الأول أن تكون زائدة ، والثاني أن تكون مصدرية ومحلها الرفع بالابتداء تقديره وقع من قبل تفريطكم في يوسف ، والثالث أن تكون موصولة ومحلها أيضا الرفع كذلك ، والأول أظهر * ( فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ ) * يريد الموضع الذي وقعت فيه القصة * ( ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ ) * من قول كبيرهم ، وقيل : من قول يوسف وهو بعيد * ( إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ ) * قرأ الجمهور بفتح الراء والسين ، وروي عن الكسائي سرق بضم السين وكسر وتشديد الراء أي نسبت له السرقة * ( وما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا ) * أي قولنا لك إن ابنك : إنما هو شهادة بما علمنا من ظاهر ما جرى * ( وما كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ ) * أي لا نعلم الغيب هل ذلك حق في نفس الأمر ، أم لا ، إذ يمكن أن يدس الصواع في رحله من غير علمه .
393
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 393