نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 392
وأخيه ، ويحتمل أن يكون لفتيانه : أي لا تبالي بما تراه من تحيلي في أخذك * ( جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيه ) * السقاية هي الصواع ، وهي إناء يشرب فيه الملك ويأكل فيه الطعام ، وكان من فضة ، وقيل من ذهب ، وقصد بجعله في رحل أخيه أن يحتال على إمساكه معه إذ كان شرع يعقوب أن من سرق استعبده المسروق له . * ( ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ ) * أي نادى مناد * ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ ) * أي أيتها الرفقة * ( إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) * خطاب لأخوة يوسف ، وإنما استحل أن يرميهم بالسرقة لما في ذلك من المصلحة من إمساك أخيه ، وقيل : إن حافظ السقاية نادى : إنكم لسارقون ، بغير أمر يوسف وهذا بعيد لتفتيش الأوعية * ( ولِمَنْ جاءَ بِه حِمْلُ بَعِيرٍ ) * أي لمن وجده ورده حمل بعير من طعام على وجه الجعل * ( وأَنَا بِه زَعِيمٌ ) * أي ضامن لحمل البعير لمن ردّ الصواع ، وهذا من كلام المنادي * ( قالُوا تَاللَّه لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ ) * أي استشهدوا بعلمهم لما ظهر لهم من ديانتهم في دخولهم أرضهم حتى كانوا يجعلون الأكمّة في أفواه إبلهم لئلا تنال زروع الناس * ( قالُوا فَما جَزاؤُه إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ ) * أي قال فتيان يوسف : ما جزاء آخذ الصواع إن كنتم كاذبين في قولكم : وما كنا سارقين ، فالضمير في قوله جزاؤه يعود على الأخذ المفهوم من الكلام * ( قالُوا جَزاؤُه مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِه فَهُوَ جَزاؤُه ) * المعنى أن إخوة يوسف أفتوا فيما سئلوا عنه فقالوا : جزاء السارق أن يستعبد ، ويؤخذ في السرقة ، وأما الإعراب فيحتمل وجهين : الأول : أن يكون جزاؤه الأوّل مبتدأ ومن مبتدأ ثان وهي شرطية أو موصولة ، وخبرها فهو جزاؤه ، والجملة خبر جزاؤه الأول ، والوجه الثاني : أن يكون من خبر المبتدأ الأول على حذف مضاف ، وتقديره جزاؤه أخذ من وجد في رحله وتم الكلام . ثم قال فهو جزاؤه أي هذا الحكم جزاؤه * ( وكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ) * من كلام إخوة يوسف أي هذا حكمنا في السراق ، وقد كان هذا الحكم في أول الإسلام ، ثم نسخ بقطع الأيدي * ( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ ) * هذا تمكين للحيلة ورفع للتهمة * ( ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيه ) * ليصح له بذلك إمساكه معه ، وإنما أنث الصواع في هذا الموضع لأنه سقاية ، أو لأن الصواع يذكر ويؤنث . * ( كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ) * أي صنعنا له هذا الصنع * ( ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاه فِي دِينِ الْمَلِكِ ) * أي في شرعه أو عادته ، لأنه إنما كان جزاء السارق عنده أن يضرب ويضاعف عليه الغرم ، ولكن حكم في هذه القضية آل يعقوب * ( نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ ) * يعني الرفعة بالعلم
392
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 392