responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 390


حسن كلامه وعرف وفور عقله وعلمه قال : إنك اليوم لدينا مكين أمين ، والمكين من التمكين ، والأمين من الأمانة * ( قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الأَرْضِ ) * لما فهم يوسف من الملك أنه يريد تصريفه والاستعانة به قال له ذلك ، وإنما طلب منه الولاية رغبة منه في العدل وإقامة الحق والإحسان ، وكان هذا الملك كافرا ، ويستدل بذلك على أنه يجوز للرجل الفاضل أن يعمل للرجل الفاجر إذا علم أنه يصلح بعض الأحوال ، وقيل : إن الملك أسلم ، وأراد بقوله خزائن الأرض : أرض مصر إذ لم يكن للملك غيرها ، والخزائن كل ما يخزن من طعام ومال وغير ذلك * ( إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) * صفتان تعمان وجوه المعرفة والضبط للخزائن وقيل : حفيظ للحساب عليم بالألسن ، واللفظ أعم من ذلك ، ويستدل بذلك أنه يجوز للرجل أن يعرف بنفسه ويمدح نفسه بالحق إذا جهل أمره وإذا كان في ذلك فائدة .
* ( وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ ) * الإشارة بذلك إلى ما تقدم من جميل صنع اللَّه به ، وروي أن الملك ولاه في موضع العزيز ، وأسند إليه جميع الأمور حتى تغلب على أمره وأنه باع من أهل مصر في أعوام القحط الطعام بالدنانير والدراهم في السنة الأولى حتى لم يبق لهم شيء منها ، ثم بالحلى ، ثم بالدواب ثم بالضياع والعقار ثم برقابهم حتى تملكهم جميعا ثم أعتقهم وردّ عليهم أملاكهم * ( نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ ) * الرحمة هنا يراد بها الدنيا وكذلك الأجر في قوله : ولا نضيع أجر المحسنين بدليل قوله بعد ذلك : ولأجر الآخرة خير ، فأخبر تعالى أن رحمته في الدنيا يصيب بها من يشاء من مؤمن وكافر ومطيع وعاص ، وأن المحسن لا بدّ له من أجره في الدنيا ، فالأوّل : في المشيئة ، والثاني : واقع لا محالة ، ثم أخبر أن أجر الآخرة خير من ذلك كله : للذين آمنوا ، وكانوا يتقون ، وفي الآية إشارة إلى أن يوسف عليه السلام جمع اللَّه له بين خيري الدنيا والآخرة .
* ( وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ ) * كان سبب مجيئهم أنهم أصابتهم مجاعة في بلادهم ، فخرجوا إلى مصر ليشتروا بها من الطعام الذي ادخره يوسف * ( فَعَرَفَهُمْ وهُمْ لَه مُنْكِرُونَ ) * إنما أنكروه لبعد العهد به وتغيير سنه أو لأنه كان متلثما ، روى أنهم دخلوا عليه وهو على هيئة عظيمة من الملك وأنه سألهم عن أحوالهم ، وأخبروه أنهم تركوا أخا لهم ، فحينئذ قال لهم : ائتوني بأخ لكم من أبيكم وهو بنيامين شقيق يوسف * ( ولَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ ) * الجهاز ما يحتاج إليه المسافر من زاد وغيره ، والمراد به هنا الطعام الذي باع منهم * ( خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ) * أي المضيفين * ( وإِنَّا لَفاعِلُونَ ) * أي نفعل ذلك لا محالة .

390

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست