نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 388
عِجافٌ ) * أي ضعاف في غاية الهزال * ( يا أَيُّهَا الْمَلأُ ) * خطاب لجلسائه وأهل دولته * ( لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ ) * أي : تعرفون تأويلها ، يقال : عبرت الرؤيا بتخفيف الباء وأنكر بعضهم التشديد ، وهو مسموع من العرب ، وأدخلت اللام على المفعول به لما تقدم عن الفعل * ( قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ ) * أي تخاليطها وأباطيلها ، وما يكون منها من حديث نفس ووسوسة شيطان بحيث لا يعبر ، وأصل الأضغاث ما جمع من أخلاط النبات ، واحده ضغث ، فإن قيل : لم قال أضغاث أحلام بالجمع ، وإنما كانت الرؤيا واحدة ؟ فالجواب أن هذا كقولك فلان يركب الخيل وإن ركب فرسا واحدا * ( وما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعالِمِينَ ) * إما أن يريدوا تأويل الأحلام الباطلة ، أو تأويل الأحلام على الإطلاق وهو الأظهر * ( وقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما ) * هو ساقي الملك * ( وادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) * أي بعد حين * ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ ) * يقدر قبله محذوف لا بد منه وهو فأرسلوه فقال : يا يوسف ، وسماه صديقا لأنه كان قد جرب صدقه في تعبير الرؤيا وغيرها ، والصديق مبالغة من الصدق * ( أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ ) * أي فيمن رأى سبع بقرات وكان الملك قد رأى سبع بقرات سمان أكلتهن سبع عجاف فعجب كيف علتهن وكيف وسعت في بطونهنّ ، ورأى سبع سنبلات خضر ، وقد التفت بها سبع يابسات حتى غطت خضرتها * ( تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ ) * هذا تعبير للرؤيا ، وذلك أنه عبر البقرات السمان بسبع سنين مخصبة وعبر البقرات العجاف بسبع سنين مجدبة فكذلك السنبلات الخضر واليابسة * ( دَأَباً ) * بسكون الهمزة وفتحها [1] مصدر دأب على العمل إذا داوم عليه ، وهو مصدر في موضع الحال * ( فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوه فِي سُنْبُلِه ) * هذا رأي أرشدهم يوسف إليه ، وذلك أن أرض مصر لا يبقى فيها الطعام عامين ، فعلمهم حيلة يبقى بها من السنين المخصبة إلى السنين المجدبة ، وهي أن يتركوه في سنبله غير مدروس ، فإن الحبة إذا بقيت في غشائها انحفظت * ( إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ ) * أي لا تدرسوا منه إلا ما يحتاج إلى الأكل خاصة * ( سَبْعٌ شِدادٌ ) * يعني سبع سنين ذات شدّة وجوع * ( يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ ) * أي تأكلون فيهنّ ما اخترتم من الطعام في سنبله ، وأسند الأكل إلى السنين مجازا * ( مِمَّا تُحْصِنُونَ ) * أي تخزنون وتخبئون * ( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ ) * هذا زيادة على ما تقتضيه الرؤيا ، وهو الإخبار بالعام الثامن * ( يُغاثُ النَّاسُ ) * يحتمل أن يكون من الغيث يمطرون ، أو من الغوث :