نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 387
السجن * ( قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِه ) * الآية : تقتضي أنه وصف لهما نفسه بكثرة العلم ، ليجعل ذلك وصلة إلى دعائهما لتوحيد اللَّه ، وفيه وجهان : أحدهما أنه قال يخبرهما بكل ما يأتيهما في الدنيا من طعام قبل أن يأتيهما ، وذلك من الإخبار بالغيوب الذي هو معجزة الأنبياء ، والآخر أنه قال : لا يأتيكما طعام في المنام إلا أخبرتكما بتأويله قبل أن يظهر تأويله في الدنيا * ( ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) * روي أنهما قالا له : من أين لك هذا العلم وأنت لست بكاهن ولا منجم ؟ فقال : ذلكما مما علمني ربي * ( إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّه ) * يحتمل أن يكون هذا الكلام تعليلا لما قبله من قوله : علمني ربي أو يكون استئنافا . * ( يا صاحِبَيِ السِّجْنِ ) * نسبهما إلى السجن إما لأنهما سكناه أو لأنهما صاحباه فيه ، كأنه قال يا صاحبيّ في السجن * ( أَ أَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ ) * الآية : دعاهما إلى توحيد اللَّه ، وأقام عليهما الحجة رغبة في إيمانهما * ( ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِه إِلَّا أَسْماءً ) * أوقع الأسماء هنا موقع المسميات والمعنى سميتم ما لا يستحق الألوهية آلهة ثم عبدتموها * ( مِنْ سُلْطانٍ ) * أي حجة وبرهان * ( فَيَسْقِي رَبَّه خَمْراً ) * يعني الملك * ( وقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّه ناجٍ مِنْهُمَا ) * الظن هنا يحتمل أن يكون بمعنى اليقين ، لأن قوله : قضي الأمر يقتضي ذلك ، أو يكون على بابه ، لأن عبارة الرؤيا ظن * ( اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ) * يعني الملك * ( فَأَنْساه الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّه ) * قيل : الضمير ليوسف ، أي نسي في ذلك الوقت أن يذكر اللَّه ، ورجا غيره فعاقبه اللَّه على ذلك بأن لبث في السجن ، وقيل : الضمير للذي نجا منهما ، وهو الساقي . أي نسي ذكر يوسف عند ربه ، فأضاف الذكر إلى ربه إذ هو عنده ، والرب على هذا التأويل الملك * ( بِضْعَ سِنِينَ ) * البضع من الثلاثة إلى العشرة ، وقيل : إلى التسعة ، وروي أن يوسف عليه السلام سجن خمس سنين أولا ، ثم سجن بعد قوله ذلك سبع سنين . * ( وَقالَ الْمَلِكُ ) * هو ملك مصر الذي كان العزيز خادما له واسمه ريّان بن الوليد ، وقيل : مصعب بن الريان ، وكان من الفراعنة ، وقيل : إنه فرعون موسى عمّر أربعمائة سنة حتى أدركه موسى وهذا بعيد * ( إِنِّي أَرى ) * في المنام * ( سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ
387
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 387