نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 361
فهو من كلام قوم فرعون وهذا ضعيف ، لأنهم كانوا يصممون على أنه سحر لقولهم : إن هذا لسحر مبين ، فكيف يستفهمون عنه ؟ وقيل : إنه من كلام موسى تقريرا أو توبيخا فيوقف على قوله : أتقولون للحق لما جاءكم ، ويكون معمول أتقولون محذوف تقديره : أتقولون للحق لما جاءكم إنه لسحر ، ويدل على هذا المحذوف ما حكى عنهم من قولهم : إن هذا لسحر مبين ، فلما تم الكلام ابتدأ موسى توبيخهم بقوله : أسحر هذا ولا يفلح الساحرون ؟ وهذا هو اختيار شيخنا الأستاذ أبي جعفر ابن الزبير رحمه اللَّه * ( لِتَلْفِتَنا ) * أي لتصرفنا وتردّنا عن دين آبائنا * ( وتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ ) * أي الملك ، والخطاب لموسى وأخيه عليهما السلام * ( ما جِئْتُمْ بِه السِّحْرُ ) * ما موصولة مرفوعة بالابتداء والسحر الخبر وقرئ آلسحر بالاستفهام [1] فما على هذا استفهامية ، والسحر خبر ابتداء مضمر * ( ويُحِقُّ اللَّه الْحَقَّ ) * يحتمل أن يكون من كلام موسى أو إخبار من اللَّه تعالى * ( فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِه ) * الضمير عائد على موسى ، ومعنى الذرية شبان وفتيان من بني إسرائيل آمنوا به على خوف من فرعون ، وقيل : إن الضمير عائد على فرعون ، فالذرية على هذا من قوم فرعون ، وروي في هذا أنها امرأة فرعون وخازنته وامرأة خازنه ، وهذا بعيد ، لأن هؤلاء لا يقال لهم ذرية ، ولأن الضمير ينبغي أن يعود على أقرب مذكور * ( عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ ومَلَائِهِمْ ) * الضمير يعود على الذرية أي آمنت الذرية من بني إسرائيل ، على خوف من فرعون وملإ من بني إسرائيل ، لأن الأكابر من بني إسرائيل كانوا يمنعون أولادهم من الإيمان خوفا من فرعون ، وقيل : يعود على فرعون بمعنى آل فرعون كما يقال ربيعة ومضر أو لأنه ذو أصحاب يأتمرون له * ( أَنْ يَفْتِنَهُمْ ) * بدل من فرعون * ( لَعالٍ فِي الأَرْضِ ) * أي متكبر قاهر * ( رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) * أي لا تمكنهم من عذابنا فيقولون : لو كان هؤلاء على الحق ما عذبناهم فيفتنون بذلك * ( أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً ) * أي اتخذ لهم بيوتا للصلاة والعبادة ، وقيل : إنه أراد