نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 349
اشترى اللَّه منهم أنفسهم وأموالهم تقديره : هم التائبون * ( السَّائِحُونَ ) * قيل معناه الصائمون ، ويقال ساح في الأرض : أي ذهب * ( ما كانَ لِلنَّبِيِّ والَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ) * نزلت في شأن أبي طالب فإنه لما امتنع أن يقول : لا إله إلا اللَّه عند موته ، قال له رسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم : واللَّه لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك ، فكان يستغفر حتى نزلت هذه الآية ، وقيل : إن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم استأذن ربه أن يستغفر لأمه فنزلت الآية ، وقيل : إن المسلمين أرادوا أن يستغفروا لآبائهم المشركين فنزلت الآية * ( وما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لأَبِيه إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ ) * المعنى : لا حجة لكم أيها المؤمنون في استغفار إبراهيم لأبيه ، فإن ذلك لم يكن إلا لوعد تقدم ، وهو قوله سأستغفر لك ربي * ( فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَه أَنَّه عَدُوٌّ لِلَّه تَبَرَّأَ مِنْه ) * قيل : تبين له ذلك بموت أبيه على الكفر ، وقيل : لأنه نهي عن الاستغفار له * ( لأَوَّاه ) * قيل : كثير الدعاء ، وقيل : موقن ، وقيل : فقيه ، وقيل : كثير الذكر للَّه ، وقيل : كثير التأوّه من خوف اللَّه * ( وما كانَ اللَّه لِيُضِلَّ قَوْماً ) * الآية : نزلت من قوم من المسلمين استغفروا للمشركين من غير إذن ، فخافوا على أنفسهم من ذلك ، فنزلت الآية تأنيسا لهم أي : ما كان اللَّه ليؤاخذكم بذلك قبل أن يبين لكن المنع من ذلك * ( فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ ) * يعني : حين محاولة غزوة تبوك ، والساعة هنا بمعنى الحين والوقت ، وإن كان مدة ، والعسرة : الشدة وضيق الحال * ( مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ) * يعني : تزيغ عن الثبات على الإيمان ، أو عن الخروج في تلك الغزوة لما رأوا من الضيق والمشقة ، وفي كاد ضمير الأمر والشأن ، أو ترتفع بها القلوب * ( ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ ) * يعني : على هذا الفريق أي رجع بهم عما كادوا يقعون فيه * ( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ) * هم كعب بن مالك ، وهلال بن أمية ، ومرارة بن الربيع ، تخلفوا عن غزوة تبوك ، من غير عذر ومن غير نفاق ولا قصد للمخالفة ، فلما رجع رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عتب عليهم ، وأمر أن لا يكلمهم أحد ، وأمرهم أن يعتزلوا نساءهم ، فبقوا على ذلك مدّة إلى أن أنزل اللَّه توبتهم ، وقد روي حديثهم في البخاري ومسلم والسير ، ومعنى خلَّفوا هنا : أي عن الغزوة .
349
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 349